قتل 21 شخصا على الأقل وأصيب اكثر من 60 آخرين بجروح منذ السبت في مواجهات قبلية غرب طرابلس، كما قال مصدر في مستشفى غريان الذي نقل إليه الضحايا منذ السبت، ولم يحدد المصدر الذي أوردته وكالة الانباء الليبية هل هم مدنيون أم عناصر ميليشيات. وقال شهود إن كتائب الزنتان (على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس) هاجموا السبت مدينة ككلة التي يساند اهلها ميليشيات فجر ليبيا الإسلامية. وكانت ميليشيات فجر ليبيا التي تشكل تحالفا غير متجانس يضم عناصر ميليشيات إسلامية، ومن مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) طردت كتائب الزنتان من طرابلس في اغسطس بعد أسابيع من المعارك الدامية. وكانت كتائب الزنتان تسيطر آنذاك على قسم كبير من العاصمة بما في ذلك المطار الدولي. وبعد طرابلس، وسعت ميليشيات فجر ليبيا عملياتها العسكرية الى غرب العاصمة بمنطقة ورشفانة المتحالفة مع الزنتان والمتهمة بإيواء أنصار للنظام السابق. وتدور معارك شبه يومية بين الطرفين المتنافسين على رغم دعوة الأممالمتحدة الى وقف إطلاق النار. وخلال زيارة مفاجئة السبت الى طرابلس، دعا الأمين العام للامم المتحدة الى وقف المعارك في ليبيا لبدء حوار سياسي لإنهاء الفوضى الدستورية وأعمال العنف الذي تجتاح البلاد منذ ثلاث سنوات. وقال الأمين العام للامم المتحدة "فلنكن واضحين: من دون وقف فوري للمواجهات العنيفة ومن دون إرساء سلام دائم، سيكون الازدهار والحياة الفضلى حلما بعيد المنال". معارك الشرق وفي شرق ليبيا قتل السبت سبعة عسكريين في الجيش الليبي، وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح مفاوتة الخطورة خلال اشتباكات متواصلة مع مسلحين اسلاميين في محيط مطار مدينة بنغازي، بحسب ما أفاد الأحد مصدر عسكري وكالة فرانس برس. وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي: إن "الجيش خسر في معارك السبت سبعة جنود قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت طوال يوم السبت في محيط مطار بنغازي ضد مسلحين إسلاميين"، في (مجلس شورى ثوار بنغازي). وأضاف: إن "أكثر من عشرة عسكريين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة ونقلوا جميعهم لتلقي العلاج في مستشفى مدينة المرج" التي تبعد 100 كلم شرق بنغازي. وأوضح المسؤول العسكري، أن "حصيلة القتلى في صفوف الجيش بلغت منذ مطلع شهر أغسطس الماضي وحتى الحادي عشر من شهر أكتوبر الجاري 137 قتيلا". وأشار إلى أن "مساء السبت شهد اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار بنغازي (بنينا الدولي) بعد تقدم للمجموعات المسلحه الإسلامية، وتحصنها داخل منطقة بنينا السكنية الواقعة في الضاحية الجنوبيةالشرقية لمدينة بنغازي والتي يقع في نطاقها المطار". وقال لفرانس برس إن "الجيش تبادل إطلاق النار مع المسلحين الإسلاميين بعد دخولهم منطقة بنينا السكنية وتحصنهم داخل مساكن المواطنين الذين نزحوا من المنطقة"، لافتا إلى أن "هذا التقدم كان مخطط له من قبل الجيش لاستدراج المسلحين إلى داخل المنطقة ومن ثم التعامل معهم". وأضاف "لقد أكلوا الطعم (...) استدرجناهم وقام سلاح الجو بشن غارات مكثفة بمقاتلاته ومروحياته على هذه المجموعات المسلحة، إضافة إلى مساندة من وحدات المشاة والمدفعية وكبدنا الإسلاميين خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد، وتم دحرهم وطردهم من منطقة بنينا بالكامل" على حد قوله. وتابع قائلا: إن هدوءا حذرا يسود حول المطار بعد الاشتباكات لكن دوي انفجارات يسمع بين الحين والأخر"، مؤكدا أن "المطار والقاعده الجوية والمنطقة السكنية بنيا تحت سيطرة الجيش والشرطة". السيطرة على المطار وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار ومنطقة بنينا التي تعتبر خط الدفاع الأول للجيش، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش. وتسعى هذه المجموعات الإسلامية منذ مطلع سبتمبر للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية. ومنذ يوليو، تدور معارك يومية بين الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة بنغازي والقوات الامنية الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر. ويقود حفتر منذ 16 مايو الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول إلى "اجتثاث الإرهاب" في ليبيا، وهو في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الإسلاميين، وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذين شكلوا عقب الحملة مجلسهم المسمى بمجلس "شورى ثوار بنغازي". والسبت بثت مؤسسة الراية للإنتاج الإعلامي الذراع الإعلامية لجماعة أنصار الشريعة فيديو يوثق المعارك التي خاضها الإسلاميين منذ بدء عملية الكرامة، كما بثت كلمة لآمر الجماعة قال فيها إن "السيطرة على منطقة بنينا بات قريبا وأنهم لا يسعون لانتقال المعارك إلى مدن ومناطق أخرى". وقال محمد الزهاوي آمر أنصار الشريعة في الفيديو الذي بث عبر الصفحات الرسمية للجماعة في مواقع التواصل الاجتماعي إن "مدينة بنغازي صبرت كثيرا جدا، ولكن قريبا ينتهي هذا النزيف وتعود بنغازي كما عهدناها وأفضل في ظل أبنائها، بعد الانتهاء من قتال الطاغوت حفتر وجنوده"، على حد وصفه. خسائر والجمعة خسر الجيش أحد أبرز ضباطه وقادته الميدانيين في المعارك وهو العقيد أحمد عبدالجواد السعيطي. ونعت رئاسة الأركان العامة للجيش في بيان لها السبت السعيطي وهو آمر للكتيبة 133 مشاة في الجيش الليبي. ونادرا ما يعلن الإسلاميون عن خسائرهم في المعارك، لكن قياديا إسلاميا بارزا قتل الخميس مع اثنين من مرافقيه في المعارك مع الجيش.