أعلنت «عملية كرامة ليبيا ضد الإرهاب» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن قوات ما يعرف باسم الجيش الوطني الليبي نجحت في دخول بعض المناطق في بنغازي. وأوضحت الصفحة الرسمية للعملية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن قوات الجيش مدعومة بقوة من الدبابات تواصل عملياتها العسكرية ضد "ميليشيات القاعدة" غربي ووسط غرب مدينة بنغازي. وأكد آمر سلاح الجو بغرفة "عملية الكرامة" العميد ركن صقر الجروشي أن مقاتلات سلاح الجو سوف تكثف غاراتها الجوية، بعد تحديد أهدافها بدقة، وقال: إنه سيتم استهداف أي تجمعات أو مواقع أو تحركات لسيارات مسلحة غير تابعه للجيش الليبي. وكان حفتر أعلن الليلة قبل الماضية أن "رجال الكرامة جاهزون لتحرير بنغازي من الإرهابيين". وأضاف حفتر في مؤتمر صحفي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء: إن قواته لن تسمح "بأن تذهب دماء الشهداء هباء وسيعملون على أن يلقى المجرمون جزاءهم في بنغازي مهد الثورة، كما أنهم سيعملون على إعادة الانضباط في بيوت وشوارع المدينة". وسمعت صباح امس اصوات انفجارات في المدينة واطلاق رصاص، فيما فقدت حكومة عبدالله الثني السيطرة على موقعها الالكتروني بعد ان سيطرت عليه حكومة الانقاذ الوطني. وأفادت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس بمقتل 22 شخصا في الساعات ال48 الاخيرة جراء تصاعد اعمال العنف في المدينة. وقال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية له: "أنقل إليكم عن رجال عملية الكرامة أنهم صاروا جاهزين لتحقيق هدفهم المرحلي الأهم وهو تحرير مدينة بنغازي". وأضاف: إن "تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هي المرحلة الاستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب؛ لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته". وأكد حفتر أن "الساعات والأيام القادمة ستكون صعبة على الليبيين (...) لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان". ولفت حفتر إلى أنه "فور انتهاء المعركة سيعيد الجيش بشكل عاجل أوجه الحياة إلى المدينة من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانئ ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل"، قائلا: "علينا أن نواجه بجسارة عدونا اليوم وأن نبني وطننا حرا مستقرا". وأوضح انه "سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي، وأن جنود وضباط عملية الكرامة سيعودون لمعسكراتهم تحت قيادة رئاسة الأركان العامة التي تم تشكيلها مؤخرا". ويقود اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر منذ 16 ايار/مايو الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول الى "اجتثاث الارهاب" من بلاده، في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الاسلاميين وخصوصا أعضاء جماعة "أنصار الشريعة" الذين شكلوا عقب الحملة مجلس "شورى ثوار بنغازي". ووجهت قوات "عملية الكرامة" دعوة لسكان المدينة للمشاركة في مطاردة الإسلاميين في بنغازي ومساندة الجيش الذي بدأ امس الانتشار في المدينة بحسب المتحدث باسم العملية محمد الحجازي. وقال الحجازي في بيان: إن "أكبر دعم يقدمه الشباب الذين يرغبون في مؤازرة الجيش هو تأمين مناطقهم بحيث لا يسمحون للإسلاميين بالرماية على آليات وأفراد الجيش عند دخولها المدينة، ولا يسمحون لهم بالاختباء داخل الأحياء في حال تمت مطاردتهم". لكن عددا من الإسلاميين حذروا عبر موقع فيسبوك من سموهم ب"الصحوات"، اي مؤيدي الجيش والشرطة، من أي أعمال مساندة للجيش، مؤكدين أن أي عمل من هذا القبيل سيتم "الرد عليه وبقوة السلاح". انفجارات مدوية وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المدينة شهدت في اليومين الاخيرين ازدحاما غير مسبوق في المحال التجارية ومحطات الوقود وإقبالا كثيفا على شراء المواد الغذائية والسلع التموينية تحسبا لأي طارئ. وفي الساعات الأولى من صباح امس سمعت عدة انفجارات مدوية هزت أحياء متفرقة من المدينة، فيما سمع بحسب مراسل فرانس برس أزيز الرصاص بشكل متقطع وسط المدينة وفي أحياء متفرقة منها. وكان قد قتل الاثنين والثلاثاء 22 شخصا في بنغازي في اشتباكات للجيش مع جماعات إسلامية مسلحة وأعمال عنف اخرى، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية وكالة فرانس برس. وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي: إن "سبعة جنود من الجيش قتلوا الثلاثاء في اشتباكات مسلحة وانفجار سيارة مفخخة وضعت أسفل جسر منطقة بنينا جنوب شرق مدينة بنغازي"، حيث يخوض الجيش معارك عنيفة يوميا مع جماعات إسلامية منضوية تحت "مجلس شورى ثوار بنغازي". السيطرة على الموقع الإلكتروني وفقدت الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني المعترف بها من الأسرة الدولية السيطرة على موقعها الالكتروني بعد ان سيطرت عليه حكومة الانقاذ الوطني التي تنازعها السلطة في هذا البلد وتسيطر على العاصمة منذ شهر اغسطس. وقد حلت اسماء عمر الحاسي ووزراء حكومة الانقاذ الوطني التابعة لتحالف فجر ليبيا على الموقع الرسمي للحكومة الليبية محل اسماء الثني واعضاء فريقه الحكومي المعترف بهم من الاسرة الدولية. كما سيطرت حكومة الحاسي على الموقع الالكتروني للشركة الوطنية للبترول. وبذلك، فقدت حكومة الثني وسيلتها الاعلامية الرئيسية منذ ان انتقلت على غرار البرلمان الى شرق البلاد هربا من سيطرة الميليشيات الإسلامية في طرابلس.