تعد منطقة الدرعية من أهم الجغرافيات في تاريخ الدولة السعودية الأولى، إذ ينطلق برنامج تطويرها من هذه الأهمية التاريخية، كونها عاصمة الدولة السعودية الأولى التي قامت على يد الإمام محمد بن سعود، كما كانت المنطلق الذي شع منه نور الدعوة الإصلاحية التي أطلقها الإمام محمد بن عبدالوهاب، وناصره فيها أئمة الدولة السعودية الأولى. وعمل برنامج التطوير على تحقيق عدد من الأهداف، تشمل: المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية، وإعادة توظيفه بما يخدم الأنشطة المختلفة، وتوفير مقومات التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وتشجيع الحرف والصناعات المحلية وتطوير تقنيات البناء التقليدية، إضافة إلى إيجاد متنفس ثقافي تراثي ترويحي، وتشجيع السياحة بوصفها مجالاً استثمارياً وعاملاً لتبادل المعرفة والثقافة. ويشمل البرنامج مشروع تطوير حي الطريف الذي كان مقراً لسكن الإمام محمد بن سعود وأسرته ومقراً للحكم في الدولة السعودية الأولى، ويحتضن أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية خلال فترة الدولة السعودية الأولى، الذي يهدف إلى تحويل الحي إلى متحف مفتوح من خلال تأهيل المنشآت الأثرية في الحي بعد توثيقها وترميمها، وتوظيف أبرز المنشآت المعمارية لاستيعاب مؤسسات ثقافية متحفية، أو أنشطة وفعاليات ثقافية تراثية، إضافة إلى تزويد الحي بالخدمات الملائمة للزوار بما في ذلك الطرق والممرات والمرافق الخدمية والوسائل التعريفية الثقافية والإرشادية. كما يشمل البرنامج مشروع تطوير حي البجيري الذي كان مقراً لسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأسرته، وذلك بهدف إبراز قيمة الحي التاريخية، عبر تطوير منشآته الثقافية والعمرانية وتوظيف عناصره المختلفة لخدمة الأهداف العامة لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية. وتعود محافظة الدرعية، العاصمة الأولى للسعودية، بزائريها إلى295 عاماً مضت من التراث، محتضنة في طرفها وادي حنيفة الذي استوطنت ضفافه منذ القدم قبائل عملت في الزراعة والتجارة والحرف اليدوية. كما تحتضن المنطقة حي البجيري الذي يمتزج فيه الحاضر بالماضي، وهو ما يبدو في مبانيه التي تروي لبنات الطين في جدرانها قصته حين تمر في أزقته. الحي يمتاز بفن معماري يسرق نظر المتجول، إذ إن هناك مسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب التاريخي الذي يعد من أبرز المعالم السياحية في منطقة الرياض، ويعود إنشاؤه إلى الدولة السعودية الأولى 1744م.