واكب ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي الجمهوري السابق جورج بوش، التوتر المتزايد بين الجمهوريين والديموقراطيين حول السياسة الخارجية، خصوصاً بعد توقيع «الاتفاق الإطار النووي» مع إيران الأسبوع الماضي، إذ اتهم في كتاب جديد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما ب «إضعاف قوة الولاياتالمتحدة، على رغم تنامي تهديد الإرهاب». (للمزيد) إلى ذلك، قال راند بول المرشح الجمهوري للرئاسة إنه يشكك في «الاتفاق الإطار» مع إيران النووي، لكنه اتهم زملاءه في الحزب «بقرع طبول الحرب». أما مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان، فدافع عن الاتفاق قائلاً إن «معارضيه يخادعون بالقول إنه لا يزال يسمح باكتساب طهران القدرة على إنتاج أسلحة نووية في المستقبل». وفي بروكسيل، أعاد الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بنك «تجارت» الإيراني و32 شركة شحن إيرانية، مستخدماً مبررات قانونية جديدة بعدما ألغت ثاني أعلى محكمة أوروبية هذه العقوبات في كانون الثاني (يناير) الماضي بحجة «وجود خطأ في المبررات القانونية التي استند إليها الاتحاد». وأوردت دار «ثريشولد إديشنز» مقتطفات من كتاب تشيني وعنوانه «استثناء: لماذا يحتاج العالم إلى أميركا قوية»، والذي ألفه مع شقيقته الكبرى ليز المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، ويصدر في أيلول (سبتمبر) المقبل. ومما يقوله نائب الرئيس الأميركي السابق انه «في وقت نواجه الخطر الواضح والمتزايد للإرهاب، أضعف الرئيس أوباما للأسف قوتنا في شكل كبير، وتخلى عن حلفائنا وجعل أعداءنا أكثر جرأة». وفي مقابلة الشهر الماضي، وصف تشيني أوباما بأنه «أسوأ رئيس رأيته في حياتي». وهو كان ايّد خلال 8 سنوات أمضاها نائباً للرئيس بوش، سياسة أميركية خارجية تتسم بالقوة، ودافع عن الحرب على العراق، وعن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) أساليب تحقيق عنيفة مع مشبوهين بالإرهاب أكد أنها لا ترقى إلى التعذيب، على رغم إصدار لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تقريراً مفصلاً عن تعذيب المعتقلين خلال عهد بوش. أما بول، المرشح الليبيرالي من ولاية كنتاكي، فقال في تصريحات مخالفة لآراء زملائه الجمهوريين الأكثر تشدداً: «أنا منفتح على اتفاق الإطار مع إيران على رغم تشكيكي به، إذ أفضل المفاوضات على الحرب، وأعتقد أنني أحد الأشخاص المنطقيين في حزبنا الذين لم يقرعوا طبول الحرب». وأعلن أنه يدعم مشروع القانون الذي قدمه السيناتور الجمهوري بوب كروكر لمنح الكونغرس حق الموافقة على تخفيف العقوبات على إيران أو رفض ذلك، بغض النظر عن إبرام اتفاق نووي معها. وأبدى بول قلقه من اختلاف مضمون التصريحات الإيرانية عن تلك التي أطلقها أوباما حول الاتفاق. وقال: «صدق الإيرانيين يحدث فارقاً كبيراً، وإعلانهم فوراً أن الاتفاق لا يعني ما قاله الرئيس أوباما يشكل مشكلة كبيرة». إلى ذلك، قال مدير «سي آي أي» برينان أمام طلاب في جامعة هارفارد في كامبريدج في ولاية ماساتشوستس، إن «الاتفاق الإطار» مع إيران هو «الأكثر واقعية الذي يمكن إبرامه». وزاد: «من يقولون إن الاتفاق يقدم سبيلاً لحصول إيران على قنبلة، يخادعون تماماً، لأنهم يعرفون الحقائق ويتفهمون ما هو مطلوب لبرنامج. بالتأكيد أنا مسرور لموافقة الإيرانيين على الكثير». وأبدى برينان الذي يدير «سي آي أي» منذ 2013، تفهمه من خشية البعض (إسرائيل) من أن التوصل إلى اتفاق لن يمنع إيران من امتلاك القدرة على التسبب في مزيد من المشاكل في الشرق الأوسط، حيث تقاتل دول الجوار وبينها العراق جماعات عنيفة بينها تنظيم «داعش»، لكنه استدرك أن «هذه المخاوف تجعلني أصرّ على رفض تمزيق هذا الاتفاق، إذ لا يجب أن نجعل الإيرانيين يفككون كل شيء ويقولون حسناً لن نسعى إلى أي نوع من القدرة النووية السلمية».