صادق مجلس الشيوخ الأميركي، بغالبية 63 صوتاً في مقابل اعتراض 34، على تعيين جون برينان على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وذلك بعد شهرين على ترشيح الرئيس باراك أوباما إياه لتولي المنصب، وغداة عرقلة طويلة تسبب بها احتجاج السناتور الجمهوري راند بول، في مداخلة استمرت 13 ساعة، على غارات الطائرات بلا طيار. وبتأكيد تعيين برينان في منصب مدير «سي آي إيه» الشاغر منذ استقالة ديفيد بترايوس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تحت ضغط فضيحة الاشتباه في إقامته علاقة «خارج الزواج»، اكتمل فريق الأمن القومي لأوباما بعد تولي جون كيري حقيبة وزارة الخارجية وتشاك هيغل وزارة الدفاع. وعلق أوباما في بيان: «اعترف مجلس الشيوخ بميزات برينان التي أقدرها كثيراً. وهو سيدير بخبرة 25 سنة رجالنا ونساءنا الاستثنائيين في سي آي إيه». وأشاد أوباما بتصميم برينان على الحفاظ على أميركا آمنة، والتزامه العمل مع الكونغرس وقدرته على بناء تحالفات مع شركاء أجانب، اضافة إلى إخلاصه للقيم التي تحدد هوية الولاياتالمتحدة. وخلال مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ قبل 3 أسابيع، اكد برينان أن الولاياتالمتحدة ما زالت في حال حرب مع «القاعدة» وحلفائها، مشيراً إلى أن استخدام القوة القاتلة ضد «الإرهابيين» هو الملجأ الأخير. ورأى أن «سي آي إيه» يجب أن تراقب الدول التي تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، في إشارة إلى إيران وكوريا الشمالية. ولدى سؤاله عن استخدام تقنية «الإغراق الوهمي» خلال استجواب معتقلين بالإرهاب، أشار برينان إلى أنه لا يملك معلومات عن استخدامها خلال عملية تعقب زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتل في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية في باكستان عام 2011. وفيما قاد برينان منذ 2009 برنامج مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وأشرف على برنامج الطائرات بلا طيار عبر إعداد لائحة أسماء الأشخاص الذين يجب تصفيتهم من أعضاء تنظيم «القاعدة» في باكستان والصومال واليمن، استغل أعضاء في مجلس الشيوخ مناسبة تعيينه لمطالبة الإدارة بمزيد من الشفافية حول البرنامج. ودعا السناتور بول الإدارة إلى توفير التزام مكتوب يؤكد عدم امتلاك الرئيس سلطة إصدار أمر باستخدام الطائرات بلا طيار في الولاياتالمتحدة ضد مواطن لا يشكل تهديداً فورياً. وكان البيت الأبيض وافق على السماح لأعضاء في مجلس الشيوخ بالاطلاع على وثائق لوزارة العدل تسمح للرئيس بأن يأمر باستخدام طائرات بلا طيار ضد إرهابيين أميركيين.