ارتفع إلى 25 عدد «البراميل المتفجرة» التي ألقتها مروحيات النظام السوري على مخيم اليرموك جنوبدمشق، وسط أنباء عن نية «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل الطلب من قوات النظام الدخول إلى المخيم لطرد عناصر «الدولة الإسلامية» (داعش)، في وقت واصل مقاتلو «الجيش الحر» التقدم في «مثلث الجنوب» في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الطيران المروحي واصل لليوم الثالث قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في مخيم اليرموك، عقبه قصف بصواريخ أرض - أرض على مناطق في المخيم بالتزامن مع تجدد الاشتباكات العنيفة في المخيم بين مقاتلي أكتاف بيت المقدس مدعمة بمقاتلين داعمين لها من فصائل إسلامية من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر». و «قتل قيادي في فصيل إسلامي ومقاتل خلال اشتباكات مع التنظيم في مخيم اليرموك، كما استشهد شاب جراء إصابته في سقوط قذائف على مناطق في مخيم اليرموك، في حين استشهد رجل من حي الميدان تحت التعذيب في سجون قوات النظام»، وفق «المرصد. ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيار كراهينبول الوضع الإنساني في المخيم ب «الكارثي تماماً». وقال أمام مجلس الأمن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من الأردن «بالكاد يعيش» السكان على 400 سعرة حرارية يومياً. وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي إن 500 عائلة أي قرابة 2500 شخص هربوا من مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة وتوزعوا في احياء عدة مجاورة خاضعة لسيطرة قوات النظام. وتراجع عدد سكان المخيم من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد الى نحو 18 الفاً قبل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية. ويسيطر «داعش»، وفق عبد الهادي على وسط المخيم والمنطقة الغربية والجنوبية منه فيما يسيطر مقاتلو «اكناف بيت المقدس» وهو فصيل فلسطيني قريب من حركة «حماس» على المنطقة الشمالية الشرقية. وأسفر الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» الأربعاء الماضي عن مقتل 38 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين، وفق «المرصد». وأغرق هذا الهجوم المخيم، الذي أضحى رمزاً للمعاناة والحرمان في النزاع السوري الممتد منذ اكثر من اربعة اعوام، في مأساة جديدة بعد حصار خانق منذ نحو عامين اسفر عن وفاة 200 شخص نتيجة لسوء التغذية ونقص الأدوية. واعتبر عدد كبير من السكان النازحين من المخيم والذين عانوا الأمرين من الجوع الاقتتال، ان هجوم التنظيم على المخيم كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير». وقالت ام اسامة التي تعيش في المخيم منذ 17 عاماً لوكالة «فرانس برس»: «لقد خرجت من المخيم رغماً عني. بقيت فيه على رغم القصف والجوع كي لا اشعر بالمهانة خارج بيتي، رغم ان الوضع الإنساني صعب جداً. لقد اضطررنا لأكل الحشائش». وأضافت ان «دخول تنظيم داعش الى المخيم بحد ذاته دمار ومجزرة لأن تصرفاته ليست تصرفات الكائنات البشرية وحكمه ودينه مختلف كلياً عنا». وأكد آخرون مشاهدتهم «رؤوساً مقطوعة» ما دفعهم الى الفرار للحفاظ على ارواحهم دون الاكتراث لممتلكاتهم. وأثار الهجوم ايضاً مخاوف السلطة الفلسطينية التي طالب رئيسها محمود عباس وكذلك حركة حماس ب «حماية المدنيين» و»تحييد المخيم» عن الاقتتال. وبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد المجدلاني في دمشق اوضاع المخيم مع مسؤوليين سوريين والفصائل الفلسطينية. وقال المجدلاني لفرانس برس اول امس انه سيبحث «توفير الحماية للفلسطينيين في مخيم اليرموك» معتبراً ان «داعش» يسعى «للسيطرة على المخيم لتغيير الوضع العسكري واستخدامه نقطة انطلاق للهجوم على دمشق خصوصاً بسبب موقعه الإستراتيجي المهم». واضاف المجدلاني المسؤول عن متابعة الوضع الفلسطيني في سورية: «لا نريد ان يتحول شعبنا الى ضحية ودروع بشرية ويدفع الثمن في معركة ليس له فيها ناقة ولا بعير». وقال الناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» انور رجا لوكالة «فرانس برس» «انه من المقرر ان تلتقي الفصائل الفلسطينية ال 14 مع المجدلاني اليوم (امس) او غداً (اليوم) لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش». ولفت رجا الى «ان المطلوب اتخاذ موقف فلسطيني موحد لمواجهة التنظيم بالقوة العسكرية» مشيراً الى ان «السلطة كانت تعارض ذلك». وتفرض التطورات الميدانية في مخيم اليرموك وفق رجا «تغييراً في الموقف واللجوء الى القوة لإخراج الإرهابيين من المخيم. (...) في حال التوافق على ذلك خلال الاجتماع، فسيتم بالتنسيق مع الدولة السورية»، معتبراً أن ذلك «أمر طبيعي لأنها أرض سورية واي قرار فلسطيني سيتم تحت مظلة الدولة السورية». وأفاد «المرصد» لاحقاً بسقوط «ستة براميل على مناطق في شارع العروبة، قرب مقبرة الشهداء وشارع نوح والمنصورة في مخيم اليرموك، ليصل إلى نحو 25 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مخيم اليرموك في الأيام الثلاثة الفائتة»، لافتاً الى ان عدد القتلى «ارتفع الى 8 هم عقيد منشق عن جيش التحرير الفلسطيني وأربعة مقاتلين من أكناف بيت المقدس والمقاتلين الداعمين لها، و3 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذين لقوا مصرعهم في اشتباكات بين الطرفين في مخيم اليرموك». مثلث الجنوب في جنوب البلاد، قال «المرصد» ان «الطيران المروحي ألقى عدداً من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدات الشيخ مسكين وسملين وأم المياذن وكفرشمس وأبطع وسط أنباء عن استشهاد مواطنين اثنين في بلدة سملين وسقوط جرحى، في حين نفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في مدينة إنخل وبلدة زمرين، ما أدى الى ستشهاد مواطنة في مدينة إنخل وسقوط عدد من الجرحى، بينما تعرضت مناطق في بلدتي الحراك وداعل ومناطق أخرى في تل الحارة لقصف من قبل قوات النظام. كما قصف الطيران الحربي مناطق في مخيم درعا في مدينة درعا». وكان «المرصد» أفاد بأن فصائل المعارضة «تمكنت من التقدم في ريف درعا الشمالي الغربي والسيطرة على حاجز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها عقب هجوم عنيف نفذه مقاتلو الفصائل على المنطقة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها واستشهاد ومصرع عدد من مقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة». ودارت اشتباكات بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية قرب كتيبة جدية، في محاولة من المقاتلين السيطرة على المنطقة، فيما قصفت قوات النظام مناطق في درعا البلدة بمدينة درعا، حيث تسعى المعارضة الى السيطرة على موقع عسكري قربها. وأشار «المرصد» الى انه «ارتفع إلى 18 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في بلدة سملين، كما ارتفع إلى 24 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في محافظة درعا بينهم 13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية استشهدوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف درعا الشمالي الغربي وفي منطقة جدية، و7 مواطنين بينهم مواطنة و5 أطفال استشهدوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة بصرى الشام. وارتفع إلى 5 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة إنخل». شمالاً، دارت اشتباكات بين «قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، على أطراف حي بني زيد وفي حي الخالدية وفي حي الليرمون شمال حلب، بالتزامن مع مواجهات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة أخرى، على اطراف قرية عزيزة بريف حلب الجنوبي»، وفق «المرصد» الذي اشار الى ان قوات النظام قصفت مناطق بقرى في محيط مطار كويرس العسكري الذي يحاصره تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف حلب الشرقي وإلى «مقتل وجرح 6 أشخاص على الأقل جراء قصف جوي على منطقة الحلبية بريف حلب الشمالي الشرقي».