دعت السعودية إلى إجراء «تحقيق دولي مستقل» في فضيحة تسريب رسائل بريدية إلكترونية أضحت تعرف بفضيحة «المناخ غيت». وقال كبير مفاوضي السعودية في قضايا التغيير المناخي محمد الصبان للموفدين الذين بدأوا أمس (الاثنين) أعمال قمة كوبنهاغن حول مناخ الأرض إن الرسائل الإلكترونية المسروقة من وحدة أبحاء المناخ في جامعة إيست انغليا البريطانية التي تظهر تفاهماً بين العلماء على تضخيم دور الإنسان في ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعتقد بمسؤوليتها عن تغيير مناخ الكوكب الأرضي تهدد بتقويض المفاوضات الراهنة الرامية للتوصل إلى اتفاق يحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية. وقال الصبان في كلمته أمام القمة التي يحضرها معظم رؤساء دول العالم: «إننا نعتقد من المؤكد بأن هذه القضية التي أضحت يشار اليها بفضيحة «المناخ غيت» ستؤثر في طبيعة ما يمكن ان يكون موثوقاً في محادثاتنا». وأضاف أن مستوى الثقة «من المؤكد أنه اهتزّ، ولا سيما أننا الآن بصدد التوصل إلى اتفاق، وذلك سيعني أننا سنقدم تضحيات على حساب اقتصادنا». وحذّر المفاوض السعودي من أن لجنة علماء المناخ التابعة للأمم المتحدة وتدير قمة كوبنهاغن التي تستمر حتى 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري غير أهل للإشراف على التحقيق الدولي الذي تطالب به السعودية. ورفض الصبان الدفاع المستميت الذي أبداه رئيس اللجنة راجندرا باتشوري عن تقريرها في الجلسة الافتتاحية، ووصف المفاوض السعودي ما جاء فيه بأنه «إيضاحات معممة». وأضاف: «في ضوء المعلومات الأخيرة يمكننا القول إن الفضية تضخمت لأبعاد كبيرة، ونعتقد بأنها من المؤكد ستؤثر في ما تمكن الثقة فيه أثناء المفاوضات». وأبلغ الصبان أكثر من 1500 مندوب في اليوم الأول للقمة أمس بأن «حجم التضحيات الاقتصادية التي سنقدمها يجب أن يبنى على أساس آمن من المعلومات التي اتضح لنا الآن أنها ليست حقيقية». وكان مخترقو شبكات الكومبيوتر (هاكرز) استخدموا موقعاً إلكترونياً في تركيا لنشر الرسائل الإلكترونية المسروقة، بيد أن القائمين على الموقع سارعوا لإغلاقه، واتضح أخيراً – طبقاً لصحيفة «ذي استراليان» أن «الهاكرز» استخدموا جهاز كومبيوتر في السعودية لرفع الوثائق المسروقة إلى مدونة تحمل اسم «ايرفنت» يقبل عليها المشككون في نظرية تسبب الإنسان في تسخين حرارة الغلاف الجوي المحيط بالأرض.