أفادت وكالة «رويترز» أن مسلحين قبليين انتشروا في شوارع المكلا أمس بعدما طردوا عناصر «القاعدة» الذين سيطروا على المدينة قبل أيام. وقال شهود أن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم وأضرموا النار في عدد من المباني وألحقوا أضراراً بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذي دفع عشرات العائلات إلى الفرار من منازلها. وأكد المسؤول أن الحوثيين باتوا في موقع قريب من مرفأ المعلا الذي تدافع عنه «اللجان الشعبية» الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي. وقال مقاتل من اللجان واسمه هادي باشايع إن «قناصة المتمردين تمركزوا على أسطح مباني الإدارة المحلية يستهدفون المارة وعناصر اللجان الشعبية». ويحاول الحوثيون السيطرة على عدن، واستولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف العربي بقيادة الرياض منذ 26 الشهر الماضي. وأعلن التحالف أمس أن طائرتين للصليب الأحمر ستصلان إلى عدن. وقال الناطق باسمه العميد أحمد عسيري السبت إن «العمليات الإنسانية جزء من خطة التحالف»، من دون الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إقرار هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لإيصال المساعدات. وشدد على ضرورة إيصالها إلى السكان وليس إلى الميليشيات. وأكد أن روسيا والهند وإندونيسيا وباكستان أجلت رعاياها في حين تستعد الصين وجيبوتي والسودان لذلك، في حين قدمت دول أخرى مثل كندا وألمانيا والعراق طلبات بهذا الخصوص. لكن السعودية لم تتخذ موقفاً رسمياً حيال طلب روسيا التوصل إلى هدنة إنسانية من خلال مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي. وأعلنت رئيسة المجلس للشهر الجاري الأردنية دينا قعوار الحاجة إلى «وقت للتفكير» في مشروع القرار. وتشارك عمان في التحالف العربي الذي يضم تسع دول للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي. وفي حين يواصل التحالف العربي غاراته الليلية في الشمال، مستهدفاً المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة، خصوصاً في صنعاء ومحيطها وفي صعدة، معقل الحوثيين، دارت مواجهات أمس في مدينة لودر الخاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة ابين الجنوبية. وقال أحد عناصر «اللجان الشعبية» المؤيدة لهادي ومصدر طبي أن المعارك التي استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة أوقعت 24 قتيلاً بينهم 21 من المتمردين. وفي المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، تشهد الأوضاع مزيداً من التدهور منذ سيطرة تنظيم «القاعدة» الجمعة الماضي على المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. وقالت مصادر قبلية أن اشتباكات دارت أمس بين الجنود ومسلحي حلف قبائل حضرموت الذين دخلوا المكلا في محاولة لصد مقاتلي «القاعدة». وأكدت قتل جنديين وأحد القبليين. إلى ذلك، توقف «تلفزيون عدن» الموالي للرئيس هادي عن البث بعد ظهر أمس إثر قصف بقذائف الهاون نسب إلى الحوثيين وحلفائهم. وقال مسؤول في القناة أن المبنى، حيث مقر التلفزيون، في وسط عدن، أصيب «بأضرار لكن ليس هناك إصابات». والقناة إقليمية تابعة للتلفزيون الرسمي. من جهة أخرى، قتل خمسة أشخاص وأصيب 14 في اشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية الرديفة للجيش الموالي لهادي. وقال مدير دائرة الصحة في عدن: «هناك أطفال بين الجرحى». ودارت هذه المواجهات في أحياء القلوعة والمعلا القريبة من مقر القناة. وكان مسؤول محلي أكد أن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح «حققوا تقدماً خلال الليل في المعلا وسيطروا على مقر الإدارة المحلية ومكتب المحافظ». وأفاد شهود بأن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم، وأضرموا النار في عدد من المباني وألحقوا أضراراً بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذي دفع عشرات العائلات إلى الفرار من منازلها. قال مقيمون ومسؤولون محليون أن رجال قبائل مسلحين انتشروا في شوارع المكلا اليوم الأحد مسيطرين على المدينة الواقعة في شرق البلاد والتي اجتاحها متشددو القاعدة لفترة قصيرة. ودخل مقاتلو القبائل المكلا أمس متعهدين بإعادة الأمن بعدما اقتحم مسلحو «القاعدة» السجون الخميس وحرروا زعيماً محلياً للتنظيم ونهبوا البنوك وسيطروا على مبان حكومية محلية. وتشير الفوضى في المكلا إلى انهيار السلطة المركزية في اليمن، وقالت مصادر أن رجال القبائل خاضوا معارك خارج المكلا مباشرة ضد قوات مسلحة، ما أدى إلى قتل اثنين من الجنود. وأضافوا أن أحد رجالهم قتل أيضاً. وأصدرت «اللجان الشعبية» بياناً أمس يدعو الأهالي والموظفين للدفاع عن المستشفيات والمباني العامة لمنع تكرار نهبها مثلما حدث الخميس. وفي مكان آخر في حضرموت، أفاد أهالي بلدة القطن بوقوع انفجارات وإطلاق نار عندما هاجم من يشتبه بأنهم مقاتلون من «القاعدة» قاعدة للجيش فيها قوات متحالفة مع الحوثيين.