نقل مقاتلو المعارضة السورية المعركة إلى معسكر استراتيجي لقوات النظام بين مدينتي إدلب وأريحا في شمال غربي البلاد، بعد سيطرة تحالف عسكري على المدينة، وسط أنباء عن وجود خطة لتشكيل مجلس مدني - عسكري لإدارة ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة في شمال شرقي البلاد. وتهدف المعارضة من ذلك إلى تجنب تكرار تجربة مدينة الرقة التي حولها «داعش» إلى عاصمة ل «الخلافة». وأعلنت الحكومة السورية الموقتة أنها ستتخذ من إدلب مقراً لها. (للمزيد). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مقاتلي المعارضة عثروا على جثامين 15 شخصاً في معتقل تابع للاستخبارات العسكرية في مدينة إدلب، موضحاً أن مقاتلين قالوا إن الاستخبارات أعدمتهم قبل طردها من مدينة إدلب. وجرت أمس معارك عنيفة بين ادلب وبلدة المسطومة حيث يقع «معسكر الطلائع» الذي يضم أكبر موقع عسكري للنظام في ريف ادلب. وقال نشطاء معارضون إن المعارضة سيطرت على ستة حواجز و «طردت قوات النظام إلى بعد كيلومتر عن ادلب». وكان «جيش الفتح» الذي يضم تكتلاً من فصائل المعارضة، بينها «النصرة»، سيطر بالكامل على إدلب الاستراتيجية بين حلب شمالاً واللاذقية غرباً وقرب حدود تركيا لتكون ادلب المدينة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد الرقة معقل «داعش» شرقاً، وجاءت خسارة النظام ادلب بعد معارك استمرت خمسة أيام وقتل فيها 170 مقاتلاً من الطرفين. وشهدت مدينة إدلب التي تضم حوالى 400 ألف شخص بينهم آلاف المسيحيين، نزوحاً في الاتجاهين، إذ فيما عاد لاجئون من تركيا وريف إدلب إلى بيوتهم لتفقّدها بعد غياب استمر أكثر من ثلاث سنوات، نزح آخرون من المدينة خوفاً من غارات النظام. وقال قائد «أحرار الشام» هاشم الشيخ (أبو جابر) في بيان: «إن أي قصف جبان يستهدف أهلنا في ادلب سيكون ردنا مماثلاً (بقصف) بلدتي الفوعة وكفريا بما فيها من مرتزقة إيران»، علماً أن مقاتلي المعارضة كانوا عزلوا هاتين البلدتين الشيعيتين عن مدينة ادلب وخطوط الإمداد. وقالت مصادر معارضة إن الفصائل المسلحة تسعى لتشكيل مجلس مدني- عسكري لإدارة مدينة إدلب لتجنب تكرار تجربة مدينة الرقة التي حولها «داعش» إلى عاصمة ل «الخلافة». وأوضح «أبو اليزيد» مدير المكتب الإعلامي ل «أحرار الشام» أن «إدارة مدينة إدلب بعد السيطرة عليها، ستكون مدنية تحت حماية عسكرية". وتضمن اتفاق تشكيل «جيش الفتح» أن يتمثل كل 250 مقاتلاً شاركوا في «جيش الفتح» بمقعد في المجلس المدني المشترك، ما يعني وجود أربعة ل «النصرة» مقابل سبعة مقاعد ل «أحرار الشام الإسلامية» بعد اندماج «صقور الشام» (ألف مقاتل) و «أحرار الشام» (900 مقاتل). ويتوقع البدء بتشكيل المجلس بعد انتهاء حالة الترقب لما سيحصل في إدلب وسير المعارك في ريفها.