إن غيّبنا المعادلات تماماً وتركنا الحديث للأرقام فقط، فإن 9 من أصل 14 فريقاً يتنافسون في دوري «جميل» مهددون بالهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وفيما يبدو ذلك الرقم كبيراً بل وأقرب إلى المستحيل، فإن العدد الذي تتفق عليه الأرقام والمنطق معاً هو ثمانية. أكثر من نصف أندية دوري عبداللطيف جميل في الموسم الحالي سيقتصر صراعها في الجولات الست المقبلة على هدف واحد فقط، هو ضمان البقاء والهرب من دوامة قد تلقي بهم في الظلام، كل من الشعلة والعروبة والخليج ونجران والرائد وهجر والفتح والتعاون، وبفارق 12 نقطة بين أكثرهم وأقلهم حصداً للنقاط سيبحثون عن خطف أكبر حصة ممكنة من ال18 نقطة المتبقية لضمان البقاء. ستة فقط من كل أندية الدوري ضمنت بما لا يدع مجالاً للشك البقاء وهي الأندية التي كسرت حاجز ال29 نقطة يتقدمها متصدر المنافسات النصر يليه الأهلي والاتحاد والهلال، ومن ثم الشباب والفيصلي، وقبل هذا الرصيد من النقاط فإن أي فريق - رقمياً على الأقل - قد يجد نفسه في أسفل الترتيب. وفيما يبدو بأن السقف الأعلى للنقاط التي يمكن أن يجمعها متذيل الترتيب 31 نقطة إلا أن ذلك لا يعني بأن الرقم ذاته يمثل الحد الأدنى المطلوب من الباحثين عن النجاة تحقيقه، فبين الشعلة في المركز الأخير والعروبة الذي يسبقه بمركز ونقطة واحدة وفي رحلتهما نحو نهاية الدوري سيلتقيان بكل الفرق المتصارعة على الهبوط ما يعني بأن أحداً بالتأكيد سيكون عاجزاً من بلوغ الحد الأعلى من النقاط ليتحول سقف النقاط المطلوب إلى 29. وفيما كانت فرصة حصد النقاط في الجولات ال20 سهلة نسبياً، إلا أن الأمر لن يكون كذلك في الجولات الست المتبقية، فثُماني الهرب من الهبوط سيُقاتل لأجل كل نقطة، ورباعي الصدارة يحلم كل من أطرافه في حصد المزيد من النقاط، فالنصر يبحث عن ضمان اللقب والأهلي لخطفه بعد غياب طويل، والاتحاد والهلال يبحثان عن تعثر الأول والثاني، أو على الأقل ضمان المركز الثالث. في المقابل، وباستثناء مباريات الشباب والفيصلي تبدو كل مباراة بحجم بطولة. لتمثيل الصعوبة التي تنتظر الراغبين في البقاء يمكن الوقوف على رحلة متذيل الترتيب نحو نهاية الموسم، فالشعلة الذي يغيب عن قائمة مبارياته المقبلة أياً من الأندية الكبيرة لن يكون محظوظاً، إذ يلتقي في مبارياته الست المقبلة وعلى التوالي الفتح ونجران والعروبة وهجر والرائد على أن يختم موسمه بلقاء الفيصلي، وباستثناء المواجهة الأخيرة فإن كل المباريات السابقة تأتي على شكل مباريات نهائية وسط بحث أطرافها عن الهرب من الهبوط. وفي المقابل، سيجد التعاون نفسه في اختبار أكثر صعوبة، فعلى رغم كونه الأقل معاناة في هذه المعادلة ووقوفه في المركز السابع إلا أنه سيلتقي وحتى نهاية منافسات الموسم بالأربعة الأوائل في الدوري اثنان منهم يبحثان عن اللقب بشكل واضح وصريح ويدركان جيداً أن خسارة نقطة كافية لخسارة البطولة هما النصر والأهلي، إضافة إلى ذلك يلتقي كلاً من الاتحاد والهلال المتنافسان على مقعد يضمن المشاركة الآسيوية على أقل تقدير، إن لم يحدث ما يبحثان عنه من تعثر للأول والثاني وبالتالي الدخول للمنافسة على اللقب، مواجهة الشباب تبدو الأقل أهمية بين المواجهات ف«الليث» سيكون تركيزه منصباً في الفترة المقبلة على منافسات مختلفة يشارك فيها محلياً وقارياً، بينما يختم التعاون موسمه بلقاء الخليج الباحث أيضاً عن البقاء. بين الأعلى نقاطاً في دوامة الهرب من الهبوط والأقل تحقيقاً لها يبدو حلم البقاء بالغ الصعوبة في الموسم الحالي، وفيما تشير أرقام الدوري إلى قلة حظوظ كل من العروبة والشعلة في البقاء إلا أن ذلك لا يعني بأن الأمور قد حسمت لا سيّما وأن كليهما يلتقي منافسيه على البقاء ويملك بشكل قوي فرصة المحافظة على حق الهرب.