أفردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً مطولاً لها حول قراءتها لشخصية وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، تناولت فيه بالتحليل الاستقطاب الإيجابي الذي حققه الأمير الشاب لوسائل الإعلام العالمية منذ انطلاق عملية «عاصفة الحزم» في ال26 من آذار (مارس) الماضي. وأوضح كاتب التقرير سيمون كير أنه طوال خمسة أعوام مضت لفتت «حكمة الأمير محمد بن سلمان، وحسمه في اتخاذ القرارات، وحرصه على العمل الدؤوب والمسؤول، انتباه الملك (ولي العهد آنذاك) سلمان بن عبدالعزيز، على اختياره للعمل كمستشار خاص له». وأضاف: «خلال تلك الفترة تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مسؤولية وزارة الدفاع عقب وفاة شقيقه الأكبر الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في 2011، ما سمح للأمير محمد بن سلمان بممارسة بعض المهمات المؤثرة». وأشار كير في تقريره إلى أن «الأمير الشاب لا يُعرف عنه ميله إلى التعاملات التجارية، فيما يؤكد مقربون منه أنه بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كانون الثاني (يناير) الماضي، أعطى الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمير الشاب مساحة كبيرة من المسؤولية الخطرة والثقة 100 في المئة في قدرته على إنجازها بحسم، وهو ما بدا في إيكال واحدة من أهم التحركات السياسة الخارجية الأكثر حزماً في المملكة لأعوام مضت إليه». وقال: «إن عملية عاصفة الحزم في اليمن كان يمكن أن تمثل له مفترق طرق، خصوصاً أنه لا يزال في سن مبكرة، لكنها مثلت انتقالاً سريعاً له من الحياة السياسية المحلية، إلى الساحة العالمية». واستشهد تقرير «فايننشال تايمز»، بما قاله مؤلف كتاب «المملكة: المملكة العربية وآل سعود» روبرت ليسي، من أن هذا النجاح يعود إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، دفع بدماء جديدة، في السياسة السعودية منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة. وأكد التقرير أن عملية عاصفة الحزم تهدف إلى وقف التقدم السريع لميليشيات الحوثيين المتحالفة مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، التي أصبحت تهدد الأمن الاقليمي، مضيفاً أن الأمير محمد بن سلمان، يقود العملية لتدمير أهداف المتمردين الحوثيين في جميع أنحاء اليمن من مركز عمليات الجيش السعودي. وقال: «إن التلفزيون السعودي بث لقطات لوزير الدفاع يوجه خلالها القوات المشاركة في العملية عبر الهاتف، وحوله قادة عسكريون من الجيش السعودي رفيعي المستوى قبل أن يظهر الطيارون الذين يدرسون خطط الطيران ومقاتلات F-16S، وهي تقلع من القواعد العسكرية الخاصة بها». وشدد كير على أن هذه اللقطات «لاقت استحساناً لدى الرأي العام الخليجي، ما دفع بعدد من الديبلوماسيين إلى القول إن الأمير محمد بن سلمان، أصبح يجسد الاستراتيجية السعودية الجديدة»، ناقلاً تعليقاً للمحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، وتأكيده أن «الأمير محمد بن سلمان يمثل الوجه الجديد في السياسة السعودية، ويخوض اختباراً حقيقياً»، موضحاً أنه «فضلاً عن الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، فإن الأمير محمد بن سلمان، يلعب دوراً في نمو الاقتصاد السعودي محلياً». وأضاف: «أن التلفزيون السعودي، نقل كذلك لقاءه بولي ولي العهد النائب الثاني وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي يمتلك خبرة أكثر في غرفة العمليات، ما ترك انطباعاً لدى المراقبين يؤكد الارتفاع السريع للأمير الشاب، والانتقال من السياسة المحلية إلى الساحة العالمية».