دخلت «أزمة» 361 من موظفي القناة الرياضية السعودية «نفق مجهول»، بعد دخول شهرها الثالث، وسط أنباء قوية ترددت عن تغييرات إدارية تطاول مسؤول رفيع في هيئة الإذاعة والتلفزيون. وأبلغ عدد من موظفي «الرياضية» «الحياة»، ب«خيبة» أملهم لعدم التوصل إلى حل جذري بقضيتهم، التي دخلت شهرها الثالث من دون أن يلوح في الأفق ما يوحي بانفراج أزمتهم أو إبلاغهم بأي مستجدات من مسؤولي القناة أو هيئة الإذاعة والتلفزيون، مشيرين إلى أنهم لا يزالون يواصلون تأدية أعمالهم في القناة. إلا أن الأمور دخلت في «نفق مظلم» على حد زعمهم. وكشف الموظفون أنهم لم يتم تسليمهم لغاية الآن رواتبهم لشهري ربيع الثاني وجمادى الأول، فيما لم يتم إبلاغهم من أي طرف ما إذا كان سيتم صرفها خلال الفترة المقبلة أم لا، لافتين إلى أن الأمور بدت «ضبابية». وقالوا: «حتى التسريبات توقفت، ولم نعد نسمع أي شيء عن الموضوع، ما أدى إلى شعورنا بقلق كبير، وبخاصة أن الكثير من الموظفين لديهم عائلات والتزامات، فيما لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أشهر على بدء «موسم الأزمات»، وهو الإجازة الصيفية ودخول رمضان المبارك وعيد الفطر، ومن ثم بدء الدراسة للعام الجديد، وهو ما سيتسبب لنا في أزمة كبيرة، في حال عدم حل القضية بشكل جذري، أو تسلم الرواتب الشهرية. نظراً إلى أن هذه الأشهر تتطلب من الأسرة السعودية توافر موازنات كبيرة». ولفت الموظفون إلى أن الكثير منهم «لجأ إلى الاقتراض من أقاربه، بسبب عدم تسلمهم الرواتب حتى الآن، وهو ما أسهم في تعقد المشكلة بالنسبة لنا في شكل كبير، وأثر على بعضنا في أداء عمله في القناة». وأكدوا أنهم قاموا بطرق «جميع الأبواب من دون التوصل إلى فائدة تذكر»، متسائلين: «هل يتوجب علينا الذهاب إلى وزير الثقافة والإعلام مباشرة، لإيجاد حل للأزمة التي نعاني منها منذ نحو ثلاثة أشهر؟ وما مصير 361 موظفاً مع عائلاتهم؟ وهل سيتحول حلم تثبيتنا رسمياً إلى واقع ملموس نفرح به، أم أننا سنتحسر على الأعوام الماضية؟». ويأتي هذا في وقت تواترت فيه أنباء عن تغييرات إدارية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، قد تطاول مسؤول رفيع فيها، وأبلغ عاملون في الهيئة «الحياة» بأن «القرار صدر وسيتم الإعلان عنه قريباً»، كما تناقله مغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فيما رفض مسؤولو الهيئة التعليق على هذه الأنباء، بيد أن المتابعين لعمل الهيئة أكدوا أن الهيئة «تحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقها من الداخل، وبخاصة أنها لم تقدم أي جديد منذ تأسيسها قبل ثلاثة أعوام، على رغم وعود مسؤوليها بتحقيق نقلة نوعية في برامجها وأنشطتها وكوادرها. إلا أن هذه التصريحات كانت مجرد «حبر على ورق»، من دون أن يتم ترجمتها على أرض الواقع، وهو ما أسهم في انتقال عدد من الكوادر الإعلامية الشابة إلى قنوات خاصة، بحثاً عن التطوير والمردود المادي المجزي». يُذكر أن الموظفين المفصولين من قناة «الرياضية» تعينوا منذ عام 1433، بموجب عقد توظيف مدته ثلاثة أعوام، يتجدد سنوياً مع هيئة «الإذاعة والتلفزيون»، بوجود مصدر للتمويل، إلا أن هذا المصدر انتهى بعد أن انتقل الدوري إلى قناة أخرى، إضافة إلى أن الهيئة لم تعد قادرة على دفع مستحقات الموظفين منذ رمضان الماضي.