خيم الهم المسيحي في شأن الشغور الرئاسي في لبنان والتهجير الحاصل في العراق وسورية على العظات التي ألقيت في قداديس أحد الشعانين أمس. وأوصى الواعظون بالتمسك بالسلام وقبول الآخر. وردد البطريرك الماروني بشارة الراعي من بكركي كلام المسيح: «لا تخافوا»، وقال: «هذا ما نحمله نحن كمسيحيين في هذا المجتمع كي ننتزع الخوف من قلوب الناس، أي الخوف السياسي والمادي والقلق الذي نعيشه اليوم، وهكذا يصبح لوجودنا ولحضورنا قيمة، لأن الظروف التي نعيشها ضاغطة بسبب الهموم التي تحيط بنا، وعلى رغم كل هذه الهموم، نعلن اليوم اننا عازمون على حمل السلام والطمأنينة لشعبنا. المسيح قام من بين الأموات وانتصر على الموت وعلى أنواع ظلمات الحياة كافة، وزياح الشعانين علامة كي نستقبل السيد المسيح في قلوبنا وأفكارنا ومنازلنا وبوطننا وفي هذا الشرق المعذب، استقبالاً كاملاً للسلام والطمأنينة والعدالة، وان نكون في هذا المجتمع علامة لحضوره». وأضاف قائلاً: «لنا ملك واحد وزعيم وسيد واحد اسمه يسوع المسيح، وأمامه تذوب كل الزعامات الروحية والمدنية، لنا زعيم واحد وملك وسيد واحد نقتدي به اسمه يسوع المسيح، وإعلانه هو التزام منا بعيش ملوكيته، وجعلنا معه ملوكا للحقيقة نحارب الكذب والضلال، وملوك سلام نحارب الحرب، وملوك مصالحة نحارب النزاعات، وملوك عدالة نحارب الظلم. والتطواف التزام لكي نعيش ملوكيتنا في هذا المجتمع». وترأس راعي أبرشية بيروت الكلدانية المطران ميشال قصارجي قداس أحد الشعانين، وقال: «باستقبالنا الإخوة اللاجئين في لبنان، نستقبل يسوع الذي يدخل بمجد الى حياتنا ليقدم نفسه ذبيحة تتماهى مع تضحية اولئك الذين اقتلعوا من بيوتهم وقراهم وحضارتهم وتاريخهم». وأضاف قائلاً: «اليوم نستقبل يسوع المهجر والمنبوذ داخلاً الى قدس أقداسنا، الى اورشليم الداخلية، الى قلوبنا وضمائرنا. عسانا نفرش له ثيابنا ونحييه بالفرح والبهجة. عساه يقلب موائد الكذب والرياء والتزلف والازدواجية التي تملأ ساحات هيكل قلبنا. عساه يطرد باعة الهيكل الذين يعيثون خراباً بهذا الشرق الحزين الذي يكثر فيه الفريسيون والكتبة والمراؤون».