تجددت أمس المواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان، ما أوقع عشرات القتلى والجرحي في مدينة هبيلة وبلدة أم حيطان اللتين هاجمهما المتمردون. وقال مسؤول في حكومة ولاية جنوب كردفان ل «الحياة»، إن قوة من المتمردين على متن سيارات هاجمت صباح أمس مدينة هبيلا التي توجد فيها رئاسة محافظة هبيلا، وأطلقوا قذائف بشكل عشوائي، ودمروا برجاً للاتصالات قبل نهب سوق المدينة وحرقه، كما قُتل وأصيب عدد من المدنيين والعسكريين. وذكر أن القوات الحكومية تساندها طائرات عسكرية استطاعت صد المتمردين وطردهم وتدمير بعض سياراتهم وقتل وإصابة عشرات منهم وتكبيدهم خسائر فادحة، موضحاً أن قوة متمردة هاجمت أيضاً بلدة أم حيطان ونهبوا متاجر البلدة وأحرقوا منازل مواطنين. ورأى أن هجوم المتمردين يستهدف منع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في منتصف الشهر المقبل. وأكدت الأممالمتحدة أن أكثر من 23 ألف شخص نزحوا خلال آذار (مارس) الحالي جراء المعارك بين الجيش السوداني والمتمردين في ولاية جنوب كردفان. وأظهر إحصاء للمفوضية الحكومية للشؤون الإنسانية، استند إليه مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأسبوعي، أن «نحو 23 ألفاً و600 شخص فروا من منازلهم بين التاسع والثامن عشر من الشهر الجاري». وأوضح مكتب الأممالمتحدة أنه يستحيل التأكد من هذه الأرقام، وخصوصاً أنه يتعذر على المراقبين الوصول إلى منطقة المواجهات. ولفتت المفوضية الحكومية إلى أن النازحين لجأوا إلى مدن وقرى تحت سيطرة الحكومة السودانية شرق كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان. إلى ذلك توقعت تقارير أن يصدر مجلس الأمن الدولي قريباً قراراً بسحب تدريجي للقوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد»، ويرجح أن القوة سيجري تقليصها بشكل تدريجي من الإقليم بدءاً بالمناطق الأكثر أمناً، بواقع 770 فرداً، اعتباراً من الشهر المقبل. وقال مدير «يوناميد» هيرفي لاديوس في إفادته أمام مجلس الأمن، إن الأوضاع في دارفور آخذة في التدهور وإن المعارك التي نشبت بين فصائل التمرد الدارفورية والقوات السودانية منذ عام 2003 قد خلفت 300 ألف قتيل حتى الآن. وأنهت بعثة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي زيارة إلى دارفور لإعداد تقرير عن البعثة المشتركة لرفعه إلى مجلس الأمن ورئاسة الاتحاد الأفريقي بشأن وضع البعثة المشتركة، التي تواجه انتقادات حادة لافتقارها الى فاعلية التحرك المطلوب وعجزها حتى عن حماية منشآتها وقواتها من هجمات المسلحين. ولقي 215 فرداً من عناصرها مصرعهم في عمليات استهدافية أو حوادث سير في الإقليم منذ نشرها. وفي شأن آخر قال المتمردون في جمهورية جنوب السودان، بزعامة رياك مشار، إنهم استعادوا السيطرة على بلدة أيود الاستراتيجية في ولاية جونقلي، وطرد القوات الحكومية بعد ثلاثة أيام من المعارك. وقال المتحدث العسكري باسم المتمردين، العقيد كوال لوني نيكوندينق، إن القوات الحكومية وحلفاءها تلقوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، موضحاً أنهم قتلوا 154 عنصراً من الجيش الحكومي وحلفائه بينهم أجانب، كما غنموا دبابتين بحالة جيدة وكميات من الذخائر. وحذر أيضاً أن قوات المتمردين كانوا يستعدون للرد واستعادة عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، بانتيو قريباً، متهماً القوات الحكومية بإثارة الوضع. وتعهد بأن قواتهم سوف تسيطر قريباً على ولاية أعالي النيل.