أعلن الجيش السوداني أمس الأول أن «معارك ضارية» دارت بينه وبين قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين تمكنت في اعقابها قوات الخرطوم من دحر القوات الجنوبية وحلفائها من المتمردين السودانيين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان ان قوات الخرطوم هاجمت الاثنين الماضي «منطقة كفن دبي وتمكنت بعد معارك ضارية من السيطرة على المنطقة وتأمينها تأمينا كاملا ثم واصلت صباح أمس الأول الاربعاء تقدمها نحو منطقة كافيا كنجي الواقعة على بعد 50 كيلو مترا جنوب منطقة كفن دبي وتمكنت من هزيمة فلول الجيش الشعبي واعوانه وطردهم من المنطقة». واضاف العقيد الصوارمي خالد سعد في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية انه «بعد هزيمة فلول مني مناوي وعبد الواحد بالمنطقة اتجهوا شمالا ينهبون ويروعون المواطنين وتمكنوا من دخول قرية قريضة بولاية جنوب دارفور». واضاف ان «القوات المسلحة واصلت عملياتها بولاية جنوب دارفور لاجلاء فلول الجيش الشعبي ومعاونيه من متمردي خليل ابراهيم ومني مناوي وعبدالواحد من المناطق المعتدى عليها داخل حدودنا الدولية». واكد ان القوات الشمالية «كبدت المارقين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات جار حصرها، كما احتسبت قواتكم المسلحة عددا من الشهداء والجرحى»، من دون ان يحدد عددهم. فيما اعلنت قوة حفظ السلام في دارفور ان الهجوم الذي شنه متمردون على مدينة في جنوب هذا الاقليم الواقع في غرب السودان وتمكنوا في اعقابه من السيطرة عليها لفترة وجيزة اسفر عن سقوط قتلى واضرار جسيمة. وقال كريستوفر سيكمانيك المتحدث باسم بعثة السلام المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بعد ان استأنفت دورياتها في مدينة القريدة التي هاجمها متمردون مناوئون لنظام الخرطوم ان «الجثث تنتشر في المدينة وهناك اضرار جسيمة». لكنه لم يحدد عدد الضحايا. واضاف ان «تعرضت بعض الاماكن لعمليات نهب». واستعاد الجيش السوداني أول أمس الاربعاء السيطرة على مدينة القريدة الواقعة على بعد نحو 100 كيلو متر جنوبنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، لكنه فقد تسعة عسكريين في المعارك، بحسب المركز الاعلامي السوداني المقرب من اجهزة الاستخبارات السودانية. واضاف المركز نقلا عن متحدث حكومي محلي ان «خسائر فادحة» لحقت بالمتمردين وان استعادة القوات الحكومية السيطرة على المدينة تطلبت «عدة ساعات». وكان المتمردون سيطروا على القريدة بعد معارك مع القوات النظامية، بحسب ما اكده عبد الله مرسال المتحدث باسم «جيش تحرير السودان - جناح ميني ميناوي». وقال المتحدث ان «قواتنا سيطرت بشكل مشترك مع فصيل آخر على مدينة القريدة بعد قتال مع الجيش السوداني»، مشيرا الى ان الفصيل الاخر الذي شارك في الهجوم هو «جيش تحرير السودان - جناح عبد الواحد نور». وتعد هاتان المجموعتان المتمردتان الاقوى في دارفور، وقد تحالفتا العام الماضي مع فصائل اخرى متمردة لتولد من هذا التحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي توعدت باسقاط النظام في الخرطوم الذي تتهمه بانه لا يمثل التنوع السياسي والديني في البلاد. وأوقعت الحرب الاهلية الدائرة في دارفور منذ 2003 ما يزيد على 300 الف قتيل بحسب الاممالمتحدة، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف قتيل فقط.