تجددت المواجهات بين الجيش السوداني ومتمردي «الحركة الشعبية –الشمال» أمس، وقصف المتمردون مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المضطربة والدلنج، ثاني كبرى مدن الولاية، وتعرضوا إلى خسائر لدى محاولتهم استعادة السيطرة على منطقة دلوكه، فيما بدأت محادثات في الخرطوم في شأن خروج البعثة الدولية الأفريقية المشتركة (يوناميد) من دارفور. وقال مسؤول في حكومة ولاية جنوب كردفان ل»الحياة» إن المتمردين هاجموا منطقة صغيرة خارج مدينة الدلنج فيها عدد محدود من الجنود اضطروا للانسحاب، موضحاً أن المتمردين قصفوا غرب المدنية بصواريخ قبل أن يلوذوا بالفرار عندما تعقبتهم القوات الحكومية. وأفاد المسؤول أن ذلك يأتي غداة مهاجمة المتمردين منطقة دلوكه بقوات كبيرة في محاولة لاستعادتها بعدما طردهم منها الجيش وكبدهم خسائر فادحة تجاوزت 30 قتيلاً وعشرات الجرحى. وأضاف إن المتمردين قصفوا كادقلي بصواريخ «كاتيوشا» سقطت في أطراف المدينة ولم توقع خسائر بشرية. واعتبر أن هجمات المتمردين تستهدف وقف تقدم القوات الحكومية للقضاء عليهم. من جهة أخرى، بدأت في الخرطوم أمس محادثات رسمية بين الحكومة السودانية وفريق من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، لوضع استراتيجية خروج قوات «يوناميد» من السودان، بناء على طلب الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اثر اتهام البعثة أفراداً في الجيش السوداني بالاعتداء على حوالى 200 امرأة في شمال دارفور. وتوقعت مصادر ديبلوماسية سودانية أن تكون المُحادثات صعبة «نظراً إلى وجود جهات لديها مصلحة في بقاء القوات بذات التفويض الممنوح لها من المنظمة الدولية». وأكدت المصادر تمسك الحكومة بخروج «يوناميد». من جهة أخرى، أكد وزير الاستثمار، المسؤول السياسي في «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم مصطفى عثمان، الاستمرار في مبادرة الحوار الوطني على رغم عقبات تحيط بها، ومقاطعة عديد من القوى السياسية. ورأى أنها السبيل الأوحد لتسوية المشكلات التي يواجهها السودان، واتهم شركات أسلحة أوروبية بالسعي إلى استمرار الحرب في بلاده.