تابع اليمنيون بكل اتجاهاتهم القمة العربية في شرم الشيخ، على رغم تكثيف الضربات الجوية لعملية «عاصفة الحزم»، ومواصلة الحوثيين محاولاتهم تشديد الطوق حول عدن. وينقسم اليمنيون بين متخوف من إطالة أمد العملية، وبين مؤيد لها على أمل أن تُسفر الضربات الجوية عن انهيار مواقع الحوثيين وإمكاناتهم العسكرية، وإخضاعهم للحوار لتسوية الأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته. (للمزيد). ولم تعطِ جماعة الحوثيين بعد، أي مؤشر إلى استعدادها للعودة إلى طاولة التفاوض، علماً أن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر غادر صنعاء أمس برفقة بعثة الأممالمتحدة، بعد موافقة قيادة التحالف الخليجي- العربي على فتح الأجواء اليمنية لعبور خمس طائرات تجارية نقلت البعثات الدولية من صنعاء إلى جيبوتي وأثيوبيا. وصَعّد الحوثيون خطابَهم السياسي والإعلامي ضد عملية «عاصفة الحزم»، وطالبوا كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لوقفها. وتوعّدوا بالرد والمواجهة، و «الصمود أمام التحديات التي تستهدف اليمن وإرادة شعبه في الحرية والتغيير والسيادة الوطنية». وكثّف التحالف الغارات الجوية أمس، وقصف مناطق في محافظة صعدة، كذلك مطارها ومحطة الغاز في منطقة سحار. كما تكثّفت الضربات الجوية على منطقة مطره والشعب في خولان بن عامر، ومنطقة العند المجاورة لمدينة صعدة. واعلن مساء عن قصف مقر الحرس الجمهوري في صنعاء. وكانت العاصمة صنعاء وضواحيها شهدت ليل الجمعة- السبت أعنف الغارات منذ بدء عملية «عاصفة الحزم»، وطاول القصف معسكر الصواريخ في فج عطان وقاعدة الديلمي بمطار صنعاء، ومبنى كلية الطيران والدفاع الجوي المجاورة لمنزل الرئيس هادي في شارع الستين الغربي ومعسكر 48 التابع لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري). انفجارات جبل حديد إلى ذلك روى شهود في محافظة عدن أن المدينة تعيش حالاً من الفوضى الشاملة، في ظل غياب المؤسسات الأمنية ومؤسسات الدولة في شكل شبه كامل في معظم شوارع المدينة وضواحيها. وناشد محافظ عدن ومدير الشرطة المواطنين الحفاظ على الأمن، والتصدي لعمليات نهب المؤسسات العامة والخاصة، في حين دوّت ظهر أمس انفجارات ضخمة في مستودعات السلاح والتموين العسكري في جبل حديد وسط عدن، بعد دخول مئات من المواطنين لنهبها. وذكرت مصادر أن الانفجارات داخل مستودعات الذخائر والأسلحة كانت لا تزال مستمرة حتى مساء أمس، ورجّحت سقوط عشرات بين قتيل وجريح. وقالت مصادر ل «الحياة» إن قوات من الجيش يدعمها مسلحو الحوثيين سيطرت على عدد من المناطق والمواقع العسكرية والأمنية في محافظتي أبين ولحج (جنوب البلاد). وأشارت إلى أن هذه القوات تخوض مواجهات مع مسلحي «اللجان الشعبية» الجنوبية، وتحدّثت عن مواجهات شرسة مع مسلّحين يُعتقد بأنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» المتواجد في تلك المناطق. من جهة أخرى بثت قناة «العربية» أمس ان أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، زار الرياض سراً قبل يومين من بدء عمليات «عاصفة الحزم» ونقل عرضاً من والده باستعداده للإنقلاب على الحوثيين وتحريك قوات لقتالهم في مقابل انهاء العقوبات ضده. وقالت ان وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض عرض أحمد علي صالح، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري، وشدد على ضرورة التزام المبادرة الخليجية وعودة الرئيس هادي الى ممارسة صلاحياته كرئيس شرعي لليمن.