لوزان (سويسرا)، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – مع بدء العدّ العكسي للأيام الخمسة الأخيرة قبل نهاية المهلة المحددة لتسوية الملف النووي الإيراني، تحدثت طهران عن «فهم مشترك للقضايا الفنية» مع واشنطن، فيما أشارت مصادر ديبلوماسية غربية إلى سعي للتوصل إلى «تفاهم على نقاط أساسية» يرضي المتشددين في إيران والولايات المتحدة. (للمزيد). وتزامنت مفاوضات لوزان الإيرانية – الأميركية أمس، مع اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن هولاند حض روحاني على إبرام «اتفاق دائم، متين ويمكن التثبت منه»، بحيث «يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي». وذكر الكرملين أن بوتين وروحاني أعربا عن أملهما ب «نجاح» مفاوضات لوزان، فيما أبلغ الرئيس الإيراني كاميرون «ضرورة إلغاء كل العقوبات الظالمة» المفروضة على بلاده. وعلمت «الحياة» من مصدر فرنسي أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت الثلثاء إلى باريس مبعوثاً أكد مخاوف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من اتفاق يتضمن «تنازلات» لإيران. لكن باريس ترفض استجابة طلب طهران أن يرفع مجلس الأمن العقوبات فوراًَ، كما تصرّ على مراقبة برنامج البحوث والتطوير النووي الإيراني. ويتوجّه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى لوزان غداً، فيما أكد مسؤول أميركي بارز أن أحداث اليمن «لن تؤثر» في المفاوضات النووية. وأجرى الوفدان الأميركي والإيراني أمس مفاوضات على 3 مستويات، أبرزها بين وزيرَي الخارجية جون كيري ومحمد جواد ظريف. كما التقى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين غربيين أن واشنطن تدرس السماح لطهران بتشغيل مئات من أجهزة الطرد المركزي في منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، في مقابل منع مزاولة الإيرانيين نشاطات قد تفضي إلى صنع قنبلة ذرية، وإخضاع المنشأة لتفتيش دولي. كما سيتوجّب على إيران خفض عدد أجهزة الطرد المركزي المُشغّلة في منشأة ناتانز، وقبول قيود على عمل تلك الأجهزة ونشاطات البحث والتطوير. وأشارت «أسوشييتد برس» إلى أن عدد أجهزة الطرد في فردو لن يكون كافياً لإنتاج كمية يورانيوم تؤمّن صنع سلاح نووي في غضون سنة. ونسبت إلى مسؤول أميركي بارز قوله أن الهدف منذ بدء المفاوضات مع طهران كان «تحويل فردو، بحيث لا تُستخدم لتخصيب يورانيوم». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن صالحي قوله أن محادثات لوزان أتاحت لطرفيها «التوصل إلى فهم مشترك للقضايا الفنية والتقنية». وفي حديث إلى وكالة «فرانس برس»، حضّ صالحي «الجانب الآخر» على «القيام بخطوة إلى أمام»، وتابع: «ليس ممكناً القول إن المفاوضات لا تتضمن خطوطاً حمراً. نحن مستعدون لاتخاذ تدابير في إطار القوانين الدولية، لتبديد مخاوف وهمية» في شأن البرنامج النووي. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن مسؤول إيراني ترجيحه «توقيع بيان مشترك في لوزان، لا اتفاق». وفي الإطار ذاته، ذكر مسؤول أوروبي يشارك في المفاوضات، أن الجانبين يسعيان إلى «التوصل إلى شيء» بحلول بعد غد الأحد، مستدركاً: «لن يكون هناك اتفاق قبل نهاية الأسبوع، إذ لن يُبرم إلا عندما توضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التقنية. ما نرغب في الحصول عليه هو تفاهم على النقاط الأساسية، الهدف هو التوصل إلى نوع من مذكرة تفاهم تكون كافية بالنسبة إلى الأميركيين لمواجهة الكونغرس، والإيرانيين لاستجابة طلب (المرشد علي) خامنئي» الذي يرفض إبرام اتفاق على مرحلتين.