واشنطن - ا ف ب - أعلنت السعودية فجر أمس (الخميس) أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية أمر بانطلاق عمليات «عاصفة الحزم» ضد معاقل الانقلابيين الحوثيين في اليمن منتصف ليل الخميس. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي السعودي المستشار الخاص لخادم الحرمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين في اليمن، التي أسفرت عن تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ «سام»، وأربع طائرات حربية، ولم تقع أي خسائر في صفوف القوات الجوية السعودية. (للمزيد). واعلن العميد احمد عسيري المتحدث باسم القوات المسلحة السعودية باسم عملية «عاصفة الحزم» ان الغارات الجوية مستمرة الى ان تحقق «اهدافها»، وأكد ان «لا تخطيط حاليا لعمليات برية» في اليمن. وقال ان «العمليات ستستمر حتى تحقيق اهدافها»، مضيفا «حاليا لا تخطيط لعميات برية لكن ان استدعى الامر فان القوات السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على اي عدوان من اي نوع». وأوضح سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير في مؤتمر صحافي ليل الأربعاء، أن عمليات «عاصفة الحزم» تنفذها السعودية وتحالف من أكثر من عشر دول، استجابة لطلب مباشر من الحكومة الشرعية اليمنية. وأشار إلى أن العمليات العسكرية تتم بناء على مبادئ الدفاع عن النفس الواردة في المادة ال51 من ميثاق الأممالمتحدة، وآلية الدفاع الجماعي الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية. فيما أعلنت وكالة الأنباء السعودية أمس، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وصل إلى مطار قاعدة الرياض الجوية أمس، وكان في استقباله وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان. وفي الرياض ترأس ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بمكتبه بوزارة الداخلية مساء أمس، اجتماعاً لقيادات قوى الأمن الداخلي بحث المستجدات الأمنية في ضوء العمليات العسكرية التي تنفذ ضمن عملية «عاصفة الحزم» والاحتمالات المتصلة بها، وتحديد التدابير الأمنية اللازمة لمواجهتها. وأكد الأمير محمد بن نايف في نهاية الاجتماع أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية على حدود المملكة، وفي جميع المرافق العامة والمنشآت النفطية والصناعية، والتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه النيل من الأمن وتنفيذ الأنظمة بحقه. وزار ولي ولي العهد السعودي الليلة قبل الماضية مركز عمليات القوات الجوية السعودية لقيادة عملية «عاصفة الحزم»، إذ كان في استقباله وزير الدفاع السعودي. واطلع ولي ولي العهد على تفاصيل الخطط والعمليات العسكرية قبيل انطلاق الطائرات السعودية لتنفيذ مهماتها. وكانت السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت أصدرت بياناً فجر الخميس في شأن التطورات في اليمن، ووصفت الأوضاع هناك بأنها زعزعت استقرار اليمن جراء الانقلاب الحوثي، وأضحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها، وتهديداً للسلم والأمن الدوليين. وتضمن البيان نشر نص رسالة تلقاها قادة دول مجلس التعاون الخليجي من الرئيس اليمن عبدربه منصور هادي تناشدهم «تقديم المساندة الفورية بالوسائل والتدابير اللازمة كافة، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر، وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش». وأشار البيان إلى أن التهديد الناجم عن العدوان الحوثي أضحى شاملاً، وأن «الاعتداءات طاولت كذلك أراضي المملكة العربية السعودية، وأن المناورات الحوثية بالذخيرة الحية قرب الحدود السعودية تكشف نيات الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر على المملكة، ولذلك -يقول البيان- قررت الدول الخليجية الخمس استجابة طلب الرئيس اليمني لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية». وأوضح السفير الجبير في مؤتمره الصحافي في واشنطن أن قرار شن عملية «عاصفة الحزم» تم اتخاذه بعد مشاورات مكثفة مع أصدقاء السعودية وشركائها حول العالم، خصوصاً الولاياتالمتحدة. وأعرب عن تقدير بلاده وسعادتها بالدعم الذي تلقته من أصدقائها، ومنهم الولاياتالمتحدة. وأكد التزام السعودية بسلامة اليمن وشعبه وأمنهما. وقال إن ما يحدث في اليمن له تأثير مباشر على المملكة. وفي موقف لافت، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان ايران تحاول السيطرة على منطقة الشرق الاوسط و «هذا لا يمكن التسامح معه. على ايران ان تفهم هذا»، داعياً ايران الى سحب عناصرها من اليمن وسورية والعراق واحترام وحدة الدول العربية. واكد متحدث عسكري سعودي مساء امس أن السعودية لن تسمح لأحد بتقديم اي دعم للمتمردين الحوثيين في الظروف الحالية. فيما اعلن مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة تدرس تزويد السعودية بطائرات رادار للانذار المبكر وتوفير عمليات تزويد بالوقود في الجو للطائرات الحربية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم». وقال مسؤول في البنتاغون ردا على سؤال عن امكان تقديم واشنطن مثل هذا الدعم للرياض ان «هذا الامر موضع درس». من جهة اخرى اعلن البيت الابيض امس عن قلقه من «انشطة ايرانية» في اليمن حيث سيطر الحوثيون على العديد من المدن الكبرى ويهددون عدن في جنوب البلاد. وقال اليستر باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي «نشعر بالقلق بشأن انشطة ايرانية في اليمن ومعلومات عن نقل ايران اسلحة تساهم في زعزعة وتهديد الحكومة الشرعية» في اليمن. إلى ذلك، أكد السكرتير الصحافي لمكتب رئيس الجمهورية اليمنية مختار الرحبي ل «الحياة» أمس، أن أجواء الارتياح سادت الأوساط السياسية والشعبية بعد بدء عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة بالتحالف مع دول عربية عدة. وقال إن اليمنيين استقبلوا بدء العملية بارتياح كبير، بعد قيام الحوثيين بقصف عدن. وأوضح الرحبي أن الرئيس هادي أجرى اتصالات هاتفية مكثفة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي أثناء هجوم الحوثيين والموالين للرئيس السابق على عدن، وقال: «قبل بدء عاصفة الحزم قام الرئيس باتصالات مكثفة مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها المملكة للوقوف على الأحداث الخطرة التي تشهدها عدن». ولفت إلى أن اليمن في المرحلة الحالية بحاجة إلى موقف قوى وصارم من «الأشقاء الخليجيين، حتى لا تسقط اليمن في أيدي إيران». وعند سؤاله عن السبب وراء ضعف القوات العسكرية اليمنية في محافظاتجنوب اليمن، قال: «الفرق بين قوى الشرعية وميليشيات الحوثي أن الأخيرة مدعومة بقوات عسكرية موالية للرئيس السابق». وفي جدة (غرب السعودية)، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني إيقافاً موقتاً للرحلات الدولية والداخلية المتجهة من وإلى مطارات المملكة الواقعة في المنطقة الجنوبية.