على رغم إعلان مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، أن المفاوضات النووية مع واشنطن لا تتضمن بحث القضايا الإقليمية، فإن اهتمام الدوائر السياسية في بغداد يُركّز على نتائج هذه المفاوضات التي تجري في أجواء مضطربة في ظل تطورات معركة تكريت واستمرار الاتهامات الدولية لقوات «الحشد الشعبي»، التي وجّه إليها الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس انتقادات حادة، محذراً من أنها قد تكون في المستقبل أكثر خطراً من «داعش». تزامن ذلك مع مناشدة رئيس الحكومة العراقية والمرجعية الشيعية وقْفَ التجاوزات التي ترتكبها «جماعات تعمل تحت ظل الحشد الشعبي وتسيء إليه». وتردّدت في محافظة صلاح الدين أمس اتهامات جديدة لقوات «الحشد الشعبي «بانتهاكات في مدينة الدور جنوب تكريت. وقال النائب عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريم ل «الحياة»، إن اتصالاته مع مواطنين داخل بلدة الدور أكدت حصول عمليات تفجير وحرق منازل ومبانٍ داخل البلدة «ولكن لا نعلم أي فصيل يقوم بهذا العمل». ويعتقد سياسيون عراقيون تحدّثوا ل «الحياة»، أن التدخل الجوي الأميركي في معركة تكريت تعيقه شكوك أميركية في جدوى هذه المعركة وتوقيتها، بالتزامن مع اتهامات أميركية ودولية ل «الحشد الشعبي» الذي يشكّل ذراع المعركة الأساسي. ويعتبرون أن مفاوضات واشنطن وطهران قد تحدد نطاق الحرب على تنظيم «داعش»، وإمكان القبول بمبدأ تقاسم أدوار الداعمين للعراق في هذه الحرب. ويقرّون بأن لإيران دوراً مركزياً في القرار السياسي العراقي، وبأن حرص واشنطن على إبعاد إيران عن التفاهمات الإقليمية والدولية في شأن الحرب على «داعش»، كان سبباً في إدخال العراق في مأزق عقّد إدارة الحرب. وتمتنع قوات التحالف الدولي ضد «داعش» عن تنفيذ عمليات في تكريت، فيما لوحظ أخيراً تراجع في الضربات العسكرية التي يوجهها طيران التحالف إلى مواقع «داعش»، باستثناء بعض العمليات في الموصل والأنبار. إلى ذلك، قال بترايوس إن التهديد الأخطر الذي يلوح في العراق ويهدد استقراره واستقرار المنطقة على المدى البعيد، لا يتمثل في «داعش» بل في الميليشيات الشيعية التي تدعم إيران كثيراً منها، وتقود بعضها الآخر. وأشار شعلان الكريم إلى أن منازل مَنْ كان مع «داعش» من أهالي الدور لم تُفجَّر وما فُجِّرَ هو بيوت الأبرياء. ولفت إلى وجود عشرات من المفقودين في البلدة منذ دخول قوات «الحشد الشعبي» إليها، مؤكداً انقطاع الاتصالات معهم. ولفت إلى أنه التقى عائلات أجلتها من الدور قوات «الحشد الشعبي» قبل أيام، وطالب بتدخل رئيس الحكومة والمرجعية. وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، إن «العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش هي من قبل الإدارة العراقية حصراً، ولم تتدخل فيها أي دولة».