ذكرت مصادر عراقية أن الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي تمكنت من السيطرة على جسر الكرمة الاستراتيجي ومعمل تابع لوزارة الصناعة شرق الفلوجة، في عملية تستهدف استعادة السيطرة على مدينة الكرمة وتحريرها من متطرفي "داعش"، بمشاركة طيران التحالف وسلاح الجو العراقي، وسط قلق دولي من أعمال انتقامية تنفذها ميليشيات الحشد بحق المدنيين، ونشر تنظيم "داعش" تسجيلا مصورا كذب فيه تقارير الحكومية العراقية عن السيطرة على أجزاء من مدينة تكريت والبلدات المجاورة لها، وسُرب مقطع فيديو لجنود من الجيش العراقي يعدمون طفلاً يقارب عمره 11عاماً، وذلك عبر إطلاق رشقات من الرصاص على رأسه في محافظة ديالى. وحذر وزير الدفاع الامريكي من ارتكاب ممارسات طائفية خلال عملية تكريت. وواصلت قوات عراقية وميليشيات تقدمها في مناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين خلال ال48 ساعة الماضية، وسط قلق دولي من أعمال انتقامية قد تنفذ من قبل الميليشيات الشيعية بحق السكان المدنيين في هذه المناطق. وفي رد على قلق المنظمات الدولية على مصير المدنيين، أكد الناطق باسم الرئاسة العراقية أن "هناك توجيهات صارمة من الرئيس فؤاد معصوم ورئاسة الوزراء بضرورة ابتعاد الجيش عن أي عمليات انتقامية خلال عمليات تحرير مناطق في محافظة صلاح الدين". من جهته، رحب جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي في بيان بعد حديثه مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالتزام الأخير بحماية المدنيين وضرورة ضمان أن تعمل جميع المجموعات المسلحة تحت قيادة الدولة". واكتفى البيان الذي صدر عن مكتب العبادي حول المحادثة الهاتفية مع بايدن بالإشارة إلى أن "العبادي شدد على التوجيهات التي صدرت بضرورة المحافظة على القانون أثناء وبعد تحرير المناطق". وأعلن الجيش العراقي أنه مع دخول اليوم الرابع، واصلت القوات العراقية بدعم من ميليشيات الحشد الشعبي ومسلحين من العشائر، تحركها حول تكريت وناحية العلم لمحاصرة تنظيم داعش، وقطع خطوط إمداده واستعادة هذه المناطق. في غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز للأنباء بقيام مقاتلي تنظيم داعش بإشعال النار في حقل نفطي شرق تكريت. أما في الأنبار، فقد واصلت قوات عراقية تقدمها في محيط ناحية البغدادي التي أكد محافظ الأنبار أنها باتت تحت سيطرة القوات المشتركة. وفي الفلوجة، أعلن الجيش العراقي قصف مستودع يحتوي على 40 صاروخا موجها أميركي الصنع في منطقة الروشية بالقرب من سدة الفلوجة، أسفر عن مقتل 35 من داعش، وتدمير جميع الصواريخ. إعدام طفل ويُظهر الفيديو الطفل وهو مقيد اليدين وحوله مجموعة من جنود الجيش العراقي في مكان مجهول. وقال مصطفى سعدون، مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان للحدث: إن القوات التي ظهرت في الفيديو هي قوات أمنية عراقية، وإن مكان الحادث هو في المنطقة الشرقية من العراق في محافظة ديالى. وأدان سعدون طريقة التعامل الوحشية من قبل قوات أمنية مع طفل قاصر. تسجيل داعشي وتحت عنوان "الخبر اليقين بثبات المجاهدين"، نشر تنظيم داعش التسجيل المصور، ومدته عشر دقائق، ويتحدث أحد أعضاء داعش في بداية التسجيل قائلا: "يا معشر الرافضة، لقد وعدنا ربنا بالنصر ووعدتمونا بالهزيمة، ولن ينجز إلا وعد الله". ويظهر عدد آخر من عناصر التنظيم ليزعموا استمرار سيطرتهم على مناطق جنوب تكريت، مثل قرية العوجة، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكذلك وسط تكريت ومدينة العلم وأكاديمية تكريت، إلى جانب عرض مشاهد لجثث من القوات العراقية وآليات مدمرة لها جراء العمليات. ويتحدث أحد قادة التنظيم قائلا: "المعركة بين الروافض، كل الروافض وأهل السنة، كل أهل السنة، ولن تنتهي إلا بسيادة أحد الفريقين، فاختاروا بأي صف تكونون ولن ينصر الله أهل الشرك على أهل التوحيد.. أقبلوا يا معشر الرافضة بخيلكم وخيلائكم، فإن لنا رجالا يحبون الموت في سبيل الله كما تحبون الحياة في سبيل الطاغوت". بينما يظهر قيادي آخر ليوجه تهديداته إلى القوات العراقية قائلا: "نقول لكم: لنا أسود جائعة". مخاوف من الطائفية من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن ما سينجم عن العملية العسكرية الحالية في تكريت ضد تنظيم داعش سيكون المفتاح لاستعادة باقي الأراضي غربي العراق، محذرا من ارتكاب ممارسات طائفية خلال العملية. وقال كارتر خلال جلسة استماع في الكونغرس: "علينا مراقبة الطائفية في العراق عن كثب، وإعادة التفكير في الحملة العسكرية في حال وجودها". وأضاف: إن "القادة السنة أعربوا عن تأييدهم لعمليات (تكريت)، لكن رغم ذلك يجب أن نراقب ما سيحدث؛ لأنها المفتاح لاستعادة السيطرة على أراضي العراق وهزيمة تنظيم داعش". وأقر كارتر بتنامي الطائفية في العراق، وأبدى قلقه إزاء النوايا الإيرانية من عمليات تكريت، لكنه أوضح أن واشنطن لا يسعها إلا أن تأمل نجاح جهودها لدعم حكومة متعددة الطوائف في هذا البلد. دعم إيراني ويقول تقرير ل"رويترز": وقف رجل الدين الشيعي وهو يرتدي زيا عسكريا وعمامة بيضاء ليلقي كلمة عشية المعركة على مقاتلين مدعومين من إيران يستعدون لمهاجمة متشددي تنظيم داعش في تكريت، وأشاد بهم لدفاعهم عن عقيدتهم وحثهم على القتال بشرف. أمامه جلست على العشب صفوف من المسلحين من منظمة بدر «أكبر فصيل شيعي مسلح في العراق» والعنصر الرئيسي لقوة تتقدم الآن على الجانب الشرقي لتكريت لمحاربة متشددي تنظيم داعش الذي يسيطر الآن على معظم شمال العراق. والهجوم متعدد المحاور هذا الأسبوع هو أكبر هجوم منسق على تكريت مسقط رأس صدام حسين، منذ أن سيطر عليها مقاتلو تنظيم داعش في يونيو. كما أنه أوضح مثال على الدور المهم الذي تلعبه طهران وليس واشنطن في ساحة المعركة في حرب تساند فيها إيران والولايات المتحدة نفس الجانب ضد عدو مشترك. وعلى عكس هجوم سريع وفاشل على تكريت في يوليو تموز، تبدو هذه الحملة وكأنها تتبع استراتيجية عسكرية منهجية رسمها مستشارون إيرانيون في سوريا المجاورة، والتي ساعدت الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة بعض من الأراضي التي خسرها. ويشرف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني مع اثنين من القادة الأمنيين العراقيين الشيعة على القطاع الشرقي من حملة تكريت. لافتات شيعية والقوة المهاجمة عبارة عن مجموعة من المركبات المدرعة والشاحنات الصغيرة والدراجات النارية. والقافلة تضم مئات المقاتلين ومدافع محملة على سيارات جيب وعربات إسعاف وعربات شرطة مدرعة. ويقود أعضاء منظمة بدر وقوات الجيش النظامي دبابات متشابهة ولا يفرق بينها سوى شعار للجيش يوضح القوات النظامية من الفصائل الشيعية. وفوق بعض مركبات الجيش المدرعة ترفرف صورة الإمام الحسين جنبا إلى جنب مع علم العراق.