ما زالت العبوات المنتشرة في شوارع تكريت تشكل عقبة أمام تقدم الجيش العراقي، وتؤكد معلومات أن تنظيم «داعش» يحشد مسلحيه غرب المدينة، في محاولة لإنقاذ مقاتليه المحاصرين وسطها. إلى ذلك، حاولت بغداد أمس تهدئة المخاوف الأميركية وإزالة «سوء التفاهم» مع التحالف الدولي الذي لم يشارك في الحملة على تكريت، في حين تقدم إيران دعماً غير محدود إلى الجيش و «الحشد الشعبي» الذي قال الناطق باسمه النائب أحمد الأسدي ل «الحياة» أن «كل الأسلحة والأعتدة التي نستخدمها من طهران». وجاء في بيان للحكومة العراقية أن «مجلس الوزراء يؤكد التزامه العلاقة مع التحالف الدولي ويثمّن دوره في الوقوف مع العراق في التصدي لعصابات داعش الإرهابية، كما يثمّن التعاون الإقليمي، من خلال المساهمة الفعلية في محاربة التنظيمات الإرهابية». وصدر البيان بعد تزايد القلق الأميركي من الدور الإيراني في معركة تكريت، إذ أفاد موقع صحيفة «نيويورك بوست» بأن «إيران نشرت راجمات صواريخ من طراز فجر 5 وصواريخ فتح 110 إلى جانب الجيش العراقي والحشد الشعبي المكون من 30 ألف جندي، ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين» (للمزيد). وقال الأسدي أن «الأعتدة والأسلحة المستخدمة في المعارك التي تخوضها قوات الأمن والحشد الشعبي والفصائل الإسلامية المسلحة، وكل ما نحتاجه في المعارك نأخذه من طهران، وفق تعاقدات رسمية بعلم الحكومة، لكن هذه التعاقدات والروتين يتم تجاوزها عند الحاجة الملحة». وأكدت مصادر عسكرية ل «الحياة» أن العراق وجّه دعوة إلى التحالف الدولي للمشاركة في قصف أهدافٍ داخل تكريت التي بات دخولها صعباً. وأضافت أن المنسق العام للتحالف الجنرال جون آلن الذي أجرى محادثات مع مسؤولين عراقيين تناولت العملية العسكرية في تكريت وتنامي الدور الإيراني، تلقى طلباً من قادة الجيش لدعمه في المعركة. وأشارت إلى أن قدرة القوات على مواصلة حصار عشرات من مسلحي «داعش» المتمركزين في وسط تكريت وفي منطقة القصور الرئاسية، مرهونة بغارات جوية تقطع الطريق أمام محاولات التنظيم لحشد قواته إلى الجنوب من مدينة الحويجة، تمهيداً لمحاولة فك الحصار عن مسلحيه. وللمرة الأولى منذ بدء العمليات في تكريت يخفف قادة «الحشد الشعبي» لهجتهم تجاه قوات التحالف، بعد أسابيع على توجيه تحذيرات إليها من المشاركة في المعركة واتهامها بدعم «داعش».