أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والدول الست الكبرى ستبدأ الخميس، في وقت اكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «لا شيء لا يمكن حله في المفاوضات، على رغم أن خلافات ما زالت قائمة. ويجب أن يتخذ الطرف الآخر قراره الأخير، علماً أن الجولة الأخيرة أظهرت وجهات نظر مشتركة في بعض المجالات، قد تؤسس لاتفاق نهائي». وأمام حشد حضر خطابه بمناسبة عيد النوروز في مشهد، ردد المرشد الإيراني علي خامنئي شعار «الموت لأميركا»، لكنه استدرك أن «لا أحد في إيران لا يريد حل القضية النووية عبر المفاوضات». وأشار إلى أن طهران تبحث مع واشنطن القضية النووية فقط، وليس القضايا الأمنية الإقليمية». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أكدا في اتصال هاتفي عزمهما على إبرام اتفاق نووي مع إيران «يحظى بتجاوب كامل ويسمح تطبيقه ومراقبته بتبديد مخاوف الأسرة الدولية». وفي لندن، ناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيريه البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس أمس، ملف المفاوضات. وصرح كيري بأن «الوقت حان لاتخاذ قرارات صعبة في شأن إبرام اتفاق يكبح البرنامج النووي لطهران، ولكننا لسنا في عجلة»، فيما كرر فابيوس ضرورة «التوصل الى اتفاق راسخ يبعث الثقة لدى كل القوى في المنطقة». وتابع: «إذا لم يكن الاتفاق جدياً بدرجة كافية للدول المجاورة مثل تركيا والسعودية، قد تقلق وتعمل لتطوير سلاح نووي، ما يطلق انتشاراً نووياً كارثياً». وخاطب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الحشد في مشهد قائلاً: «تهدف الضغوط الاقتصادية الغربية الى تأليب الإيرانيين على الحكم الإسلامي وتهديد أمن إيران»، داعياً المواطنين الى «التعاضد لإفشال السياسات العدائية للغرب، وتحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد الوطني». ووسط صيحات «الموت لأميركا»، قال خامنئي: «نعم الموت لأميركا، لأنها المصدر الأساسي لهذه الضغوط التي تصر على وضعها على اقتصاد شعبنا العزيز». وتابع: «يحتاج الغرب إلي محاورتنا للحصول على مكاسب أكبر منا»، مشدداً على أن «إنتاجنا الداخلي سيُفشل الحظر المفروض علينا». إلى ذلك، قال روحاني: «لا سباق لفرض عقوبات علي إيران فقط، بل سباق للتفاهم معنا، ونري أن دول العالم والقوي الكبرى توصلت إلي قناعة بأن لا أثر للعقوبات والتهديد، وأن وسيلة التفاهم هي تكريم الشعب الإيراني، وقد کرسنا الحقوق النووية للشعب، وحطمنا هيكلية العقوبات». كما تمسك ببرنامج حكومته في إنعاش الاقتصاد وزيادة الصادرات، وإيجاد فرص عمل للشبان. وبعد مفاوضات مع إيران استمرت أسبوعاً في مدينة لوزان السويسرية قال كيري: «لا نستعجل الأمور لكننا ندرك أن قرارات مهمة يجب أن تتخذ الآن». وزاد: «لم نبلغ خط النهاية ولكن لدينا فرصة لمحاولة إنجاز المهمة. إنها مسألة إرادة سياسية لاتخاذ قرار صعب». وأكد كيري وحدة مجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في المفاوضات، مشيراً إلى «مخاطر كبيرة وقضايا تقنية معقدة ومتداخلة».