تعاود إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، المفاوضات نهار الاربعاء المقبل، في 25 الشهر الجاري، بعد إنهاء جولة محادثات بين طهرانوواشنطن في سويسرا، اذ عاد الوفد الإيراني إلى بلاده اثر وفاة والدة الرئيس حسن روحاني. (للمزيد). وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري سيلتقي في أوروبا اليوم، نظراءه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير، لإطلاعهم على نتائج المحادثات مع طهران في مدينة لوزان السويسرية. إلى ذلك، وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الإيرانيين، رسالة بالفيديو لمناسبة رأس السنة الفارسية (النوروز)، هي السادسة له، حذر فيها من تبديد «فرصة تاريخية» لتسوية سلمية للملف النووي، وحض القادة الإيرانيين على انتهاز «أفضل فرصة تُتاح منذ عقود» لإبرام اتفاق. وزاد: «إذا وافق القادة الإيرانيون على صفقة معقولة، يُمكن أن تؤدي إلى مسار أفضل - طريق فرص أكبر للشعب الإيراني». وأكد أن الاتفاق سيفتح «فرصاً للتجارة والتبادل العلمي بين الولاياتالمتحدةوإيران». وحض أوباما طهران على إطلاق أميركيين تحتجزهم. وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أوباما، إذ كتب على موقع «تويتر»: «الإيرانيون اتخذوا خيارهم: الانخراط بكرامة. آن الأوان للولايات المتحدة وحلفائها للاختيار: إما ضغط وإما اتفاق». وذكرت مصادر أميركية التقت مسؤولين في البيت الأبيض، أن أوباما «يريد وبأي ثمن، إنجاز إطار لاتفاق» بحلول نهاية الشهر، يمهّد لاتفاق نهائي بحلول نهاية حزيران (يونيو) المقبل. واستعجال الإدارة سببه تزايد ضغوط الكونغرس، وبعد رسالة وجّهها 360 عضواً في الكونغرس إلى الرئيس الأميركي، تؤكد اشتراطهم نيل موافقة مجلسَي الشيوخ والنواب على أي اتفاق، وتلوّح بمنع رفع العقوبات المفروضة على طهران. وكان متوقعاً تمديد المحادثات الأميركية – الإيرانية في لوزان إلى اليوم، لكن الوفد الإيراني عاد إلى طهران، اثر وفاة والدة روحاني، سكينة بيوندي (90 سنة)، علماً أن شقيق الرئيس الإيراني حسين فريدون، يشارك في محادثات لوزان. وعزى كيري فريدون، كما أصدر بياناً خاصاً لتعزية روحاني. وقبل مغادرة الوفد الإيراني، عقد ظريف وكيري لقاءً أمس، كما اجتمع وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز برئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. وقال عباس عرقجي، نائب ظريف، إن الجانبين أجريا «مفاوضات جدية ومكثفة»، لافتاً إلى «ضرورة إجراء مشاورات وتنسيق». ووصف كيري اجتماعاته بظريف بأنها «إيجابية»، لافتاً إلى أن المفاوضات «بلغت أموراً حساسة جداً». وزاد: «بقيت قضية أو اثنتان تُناقشان لتسويتهما، وهما من أصعب المسائل». في بروكسيل، اجتمعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بالمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ل «مراجعة الوضع من أجل توضيح الصورة وتنسيق الموقف الأوروبي» مع اقتراب مهلة التوصل إلى إطار لاتفاق سياسي بحلول نهاية الشهر، كما قالت ناطقة باسم موغيريني. وقالت مركل: «أكدنا مرة أخرى أننا نريد نهاية ناجحة للمفاوضات في شأن إيران، لكن يجب أن يكون اتفاقاً ذا صدقية». أما سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، فرجّح إبرام اتفاق قريباً.