فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – شنّ الأصوليون في إيران أمس هجوماً عنيفاً على الرئيس حسن روحاني، بعد تمديد المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، إذ سخروا من فشل «مفتاحه السحري» في تغيير سياسة الولاياتالمتحدة. لكن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أعطى موافقة ضمنية على متابعة المحادثات، على رغم تشديده على أن «الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية المستعمرة، حاولت تركيع إيران في الملف النووي، لكنها لن تستطيع». (للمزيد) وعلى وقع هتافات «الموت لأميركا»، قال النائب الأصولي حميد رسائي خلال جلسة لمجلس الشورى (البرلمان): «مرّت سنة على محاولة روحاني أن يغيّر بمفتاحه السحري، الطابع المتوحش لأميركا، لكن مفتاح الثقة والتفاؤل انكسر في القفل. لا فكرة لدينا عمّا حدث في فيينا». أما محمد حسن أبوترابي فرد، نائب رئيس البرلمان، فاعتبر أن «الدرس المكتسب من المفاوضات النووية الأخيرة يتمثّل في عدم إمكان الوثوق بأميركا، ولغة القوة هي الوحيدة التي تفهمها». لكن النائب محمد رضا باهنر، المقرّب من خامنئي، رأى أن «الوفد المفاوض لم يرتكب أي خطأ عمداً» طيلة فترة المفاوضات، متمنياً ألا يكون «ارتكب أي خطأ سهواً». واستدرك أن «النظام يرى ضرورة استمرار الحوار» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ووصف رئيس البرلمان علي لاريجاني تمديد المفاوضات بأنه «خطوة عقلانية ومنطقية»، لافتاً إلى أن «المفاوضات السياسية لم تتضح كل أبعادها بعد». وأشار إلى «خلافات في وجهات النظر تحتاج وقتاً لإجراء نقاشات أكثر دقة». إلى ذلك، شرحت وسائل إعلام إيرانية أسباب إلغاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف زيارته طهران خلال مفاوضات فيينا، مشيرة إلى أنه «حال، بحنكته وفطنته، دون تنفيذ سيناريو مفبرك ومُغرض» استهدف تحميل خامنئي مسؤولية «انهيار المفاوضات أو تجميدها»، بعد نشر وسائل إعلام أجنبية «أنباء وتحليلات» أفادت بأن الوزير سيعود إلى طهران للتشاور مع المرشد في شأن اقتراح قدّمته الدول الست، مستدركة أن ظريف «لم يتلقَّ اقتراحاً ذا قيمة لنقله إلى طهران». وقالت مصادر في العاصمة الإيرانية أن المفاوضات كانت تسير في اتجاه إبرام اتفاق نهائي، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «طرح لائحة مطالب إسرائيلية» خلال محادثات مسقط «حالت دون التوصل إلى اتفاق».