أنهت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس، الاستماع إلى شهادة النائب السابق باسم السبع. وتركّزت أسئلة وكيل الدفاع عن المتهم أسد صبرا المحامي غوانيك مترو، على محاولة إيجاد رابط بين «جمعية الأحباش» وعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في ضوء ما ذكر عن توقيف عضوين في «الجمعية» الأخوين عبدالعال، للاشتباه في ضلوعهما في العملية، إلا أن السبع جزم في أجوبته بأن «إثارة هذه القضية في الإعلام حينها، اعتبرناها مادة لاستحضار لغط في قضية الاغتيال، ولم نعتبر توقيف الاجهزة للشقيقين صيداً سياسياً وأمنياً مهماً في القضية». وأثار الدفاع مسألة الأستراليين الستة التي أشار إليها المدعي العام التمييزي السابق القاضي عدنان عضوم في أحد تقارير لجنة التحقيق الدولية عام 2005، والذين قيل إنه اشتبه بهم في عملية اغتيال الحريري، واستند عضوم آنذاك إلى أن مقود الشاحنة التي تم تفجيرها كان إلى اليمين (كما في أستراليا)، وردّ السبع باعتبار أن الأمر تم التداول به في الإعلام اللبناني، وأن لا معلومات شخصية لديه حول الموضوع. وفي ضوء جواب السبع، طلب رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي ديفيد راي من مترو شرح كيف سيساعد الشاهد في هذه الناحية من القضية بعدما «أبلغنا أن لا معلومات لديه في شأنها». ورفض طلب مترو تحويل الجلسة سرية، وطلب منه تقديم الأدلة الثبوتية في شكل خطي. وسأل الدفاع السبع عن «جمعية الأحباش»: «هل تؤكد أن لبعض أعضاء الجمعية علاقة وثيقة بالأجهزة الأمنية»؟، فرد السبع بالإيجاب «شأنهم شأن العديد من التنظيمات السياسية وغير السياسية في لبنان التي كانت لها علاقة بالأجهزة اللبنانية والسورية». ونفى معرفته ما إذا كان الأخوان عبدالعال من مرافقي رئيس الجمعية نزار الحلبي الذي اغتيل عام 1995 وكان الحريري رئيساً للحكومة في حينه. وأصر الدفاع من خلال أسئلته على أنه يريد أن يعرف علاقة الحريري ب «الأحباش». وقال للسبع إن «بعض التقارير ذكرت أن الحريري طلب اغتيال الحلبي»، فتدخل راي مجدداً معتبراً أن «هذه المعلومات ليست ذات صلة أبداً، وقلت إنها معلومات لا أدلة لديك على صحتها»، فأوضح مترو أن «بعضهم يفترض أنها صحيحة، لكننا نظنها كاذبة، إنما نريد أن نقول إن الأحباش اعتبرت الحريري معنياً، ولدينا أسبابنا للسؤال». واكد محامي الادعاء غرايم كاميرون في مداخلة ان الوثائق التي يقدمها مترو لا يمكن تحويلها أدلة، وسأل راي السبع: «هل سمعت أن بعضهم اتهم الحريري باغتيال الحلبي؟»، فرد قائلاً: «إطلاقاً». وسأل الدفاع السبع عما إذا كان يتذكر أنه «بعد انتخابات 2005، وقعت نزاعات بين الأحباش والشباب الداعم للحريري في سوبرماركت عائد للأحباش»، فرد بالنفي «لأنني كنت مهتماً بانتخاباتي في دائرة بعبدا». وسئل عن مسألة الصواريخ التي سقطت على تلفزيون «المستقبل»، وتوقيف مسؤول سوري في العراق لضلوعه في إطلاقها، فقال إنه «قرأ شيئاً من هذا في «الرأي العام»، لكنه لا يعرف شيئاً عن الاعتراف، وزاد: «قرأت عن تبني «أنصار الله» إطلاق الصواريخ. لكنني منذ 2003 لا يرد إلى ذاكرتي أي شيء عن هذا التنظيم، إلا اليوم في اليمن «أنصار الله الحوثي»، لست أرمي الأمور في اليمن، لكن في لبنان لا أسمع بوجود لهم». وسأل كاميرون السبع عن «وثائق تقول إن الحريري عبر عن نيته إبقاء ممثل للمقاومة في بيروت على لائحته. فهل تحدث في ذلك معكم»؟ فأجاب: «أجزم أنني لم أسمع هذا الأمر».