استعدت ميليشيا «فجر ليبيا» لاجتياح مدينة براك الشاطىء في إقليم فزان جنوب البلاد، وذلك بعد الطلب من سكانها مغادرتها، في ظل تراشق مدفعي عنيف بين الميليشيا الإسلامية وقوات الجيش الليبي. أتى ذلك في وقت تقهقرت الميليشيات الإسلامية في ظل تمدد مقاتلي «داعش» فرع ليبيا، في وسط البلاد، وسيطرتهم على منطقة هراوة التي تقع على بعد 75 كيلومتراً إلى الغرب من سرت التي احتل التنظيم مرافقها العامة بالكامل. وشهد محور براك الشاطئ في الجنوب، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيا «فجر ليبيا» المسيطرة على قاعة براك الجوية وبين قوات الجيش الليبي بقيادة العقيد محمد بن نايل والتي تتمركز في مقر الشركة الهندية في منطقة قيرة في وادي الشاطئ. ورفض الجيش التفاوض مع المقاتلين الإسلاميين وطالبهم بالانسحاب، فيما أمر الفريق خليفة حفتر، القائد العام لقوات الجيش الليبي، بتشكيل لواء مشاة خفيف للدفاع عن منطقة براك الشاطىء. وتركزت الاشتباكات مع «القوة الثالثة» التابعة للميليشيات في منطقة المثلث في الطريق الرابط بين براك وأشكدة وسبها. وعلق عدد كبير من العائلات وسط مناطق الاشتباكات بعد إغلاق الطريق بين منطقة الشاطئ وسبها، عاصمة الإقليم، ومنعت جماعات مسلحة متمركزة في محور بلدة آقار المواطنين من العبور إلى سبها، فيما منعت الميليشيات المواطنين من عبور الطريق من محور بوابة قويرة المال إلى الشاطئ. واضطر بعض المواطنين الى سلوك طريق زلاف (وهو طريق رملي عبر الصحراء يربط الشاطئ بسبها مسافته 20 كيلومتراً). وأبلغ «الحياة» شهود في مدينة براك أن «القصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة أسفر حتى ظهر أمس، عن حرق 3 مزارع ومحتوياتها من حظائر الدواجن والماشية ومخازن وسقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح». وكانت حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المعترف بها دولياً، اتهمت «القوة الثالثة» بالهجوم على قاعدة براك ومطارها المدني، وقصفهما والمنازل المحيطة بهما بكل أنواع الأسلحة، مؤكدة سقوط عدد من المدنيين نتيجة هذا القصف. في سرت، أفاد مراسل وكالة الأنباء الليبية الرسمية التابعة لحكومة الثني، بأن عناصر «داعش» اجتاحوا مدينة هراوة. وأوضح أن قتيلين سقطا نتيجة اجتياح الهراوة إلى جانب جريحين وصلوا جميعاً إلى مستشفى ابن سيناء مساء السبت. وتمركز مسلحو «داعش» أمس، في مجمع قاعات «واغادوغو» وسط سرت، فيما دارت اشتباكات في محيط الهراوة وبلدتَي السدرة والنوفلية. وقال ل «الحياة» القائد الميداني التابع ل «فجر ليبيا» حسن شاكا إن البيانات المتوافرة لديه تشير إلى قتل 23 مسلحاً من «داعش» فيما فقد الطرف الآخر عنصرين. كما أبلغ «الحياة» إسماعيل الشكري الناطق باسم «عملية الشروق» التابعة ل «فجر ليبيا» عن اشتباكات مع مقاتلي «داعش» في منطقة الظهير غرب سرت، «أسفرت عن قتل وأسر عدد منهم». على صعيد آخر، أبلغ «الحياة» عدد من سكان الأحياء في طريق مطار طرابلس العالمي الذي تسيطر عليه «فجر ليبيا» عن سماعهم ليل السبت - الأحد، دوي انفجارات وسقوط قذائف أسلحة ثقيلة، غير أنهم لم يتمكنوا من تحديد الأماكن التي استهدفتها القذائف وما إذا كان مصدرها سلاح الجو الليبي.