بزفاف رئيسها للمرة الثالثة في مدينة الكرك جنوبالأردن، تكون «جمعية مناصرة تعدد الزيجات» أعلنت نفسها رسمياً في الأردن، مثيرة جدلاً واسعاً بين سيدات المنطقة التي تعد من المناطق الفقيرة في المملكة. وعلى رغم أن الجمعية تقول إنها تستهدف «محاربة ظاهرة العنوسة» إلا أن شكل المحاربة هذا جاء مختلفاً عما يتمناه كثيرون، لأنها تركز عملياً على تشجيع الرجال المتزوجين على تعدد الزوجات «من أجل محاربة عنوسة الفتيات». واعتبر رئيس الجمعية المهندس محمد الحجايا، أن ذلك هو الهدف الأساس، موضحاً أن العنوسة التي تزايدت نسبتها في السنوات الأخيرة دفعته للتفكير «بطرق حل جديدة ومبتكرة» لهذه المشكلة التي «تؤثر سلباً» على المجتمع كافة. وأضاف الحجايا أن الجمعية تسعى من خلال عملها إلى إيجاد السبل الكفيلة بدراسة كل الظواهر السلبية التي تقود إلى ازدياد حالات العنوسة، من أجل إيجاد الحلول العملية المناسبة لخير المجتمع. واللافت، وفق الحجايا، أن الرجال المستهدفين من الجمعية ليسوا شباناً راغبين في الزواج وغير قادرين على تحمل أعبائه في ظل ارتفاع المهور والغلاء والتردي الاقتصادي، بل هم الشريحة المقتدرة مالياً. وعلل ذلك بالقول إن «الشاب الذي يعاني العنوسة بسبب أوضاعه المالية، لا تتعامل معه الجمعية كونه غير مقتدر على فتح بيت، وبالتالي فهي لن تخلق مشكلة تضاف إلى مشاكل المجتمع المثقل أصلاً». وتعمل الجمعية بشكل ممنهج من خلال موقع إلكتروني تحت اسم «جمعية مناصرة تعدد الزوجات» يحافظ على خصوصية أعضائه ومرتاديه، وذلك لتسهيل البحث عن حلول عملية ومساعدة هؤلاء في إيجاد «الحلول الشرعية» لهذه المشكلة والابتعاد بهم عن الشبهات والوقوع في المحظور. ويمكن الراغب في الزواج الدخول إلى موقع الجمعية على الإنترنت وتسجيل المعلومات الخاصة به، بعد أن يوضح حالته المادية ويثبت أنه مقتدر، والأسباب التي تحول دون تعدده الزوجات، إضافة إلى المواصفات التي يريدها في شريك حياته. وأوضح أن هناك متطوعين ومتطوعات في الجمعية يقومون بتعريف الطرفين أحدهما على الآخر، ويتدخلون للتوفيق بينهما بعد أن يبحثوا عن حلول لأي مشكلة قد تشكل عقبة في وجه زواج أحدهما. وأوضح الحجايا أن أعضاء الجمعية ال600، وفي سبيل تحقيق غايات الجمعية وأهدافها، ابتدأوا بأنفسهم. وتمكن 350 منهم من الزواج للمرة الثانية، وبعضهم للمرة الثالثة، من أجل إثبات صحة دعوتهم وصدقها، فيما يبحث الآخرون عن الزوجة الثانية. وأكد أن الجمعية تسعى إلى إيجاد آلية لجمع الأموال من أجل إقامة حفلات للزواج الجماعي ومحاربة غلاء المهور وبعض العادات والتقاليد المكلفة للزواج، والتي تؤدي بالشباب إلى عدم الإقبال على الزواج، ما يؤدي إلى تأخر زواجهم لسنوات عديدة ويدفع بهم إلى العزوف عنه. وأكد الحجايا أنه فخور بتأسيس مثل هذه الجمعية، لما تحمله من «معان سامية»، لافتاً إلى أنها «تفتح أبوابها للجميع من دون استثناء أو شرط، وخصوصاً في المستوى التعليمي». ووفق كتيبات توزعها الجمعية، فهي تدار من قبل رجال متزوجين لأكثر من مرة، يتعهدون نشر فكرة تعدد الزوجات، بهدف «الستر على البنات في مجتمع محافظ ارتفعت فيه ظاهرة العنوسة وزادت فيه ظواهر دخيلة». وارتفع معدل سن الزواج في الأردن في السنوات الأخيرة تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة. ووفق مفيد السرحان مدير «جمعية العفاف الخيرية» (جمعية إسلامية غير حكومية)، فإن «هناك نحو 96 ألف فتاة تجاوزن سن 30 عاماً ولم يسبق لهن الزواج» في المملكة التي يبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة، واصفاً هذا الوضع بأنه «ظاهرة مقلقة». وأضاف أن «عدد النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج وهن في عمر الثلاثين عاماً وما فوق، تضاعف 14 مرة عما كانت عليه الحال قبل 28 عاماً»، محذراً من أن «انخفاض فرص الزواج يؤدي إلى انخفاض فرص الإنجاب، وبالتالي التأثير على البنية الديموغرافية للمجتمع وإنتاجيته». وفي المقابل، بينت دراسة أجرتها الجمعية أخيراً وشملت من تجاوز سن 15 عاماً، أن هناك أكثر من 1,5 مليون شخص غير متزوج في المملكة بينهم نحو 800 ألف من الذكور وقرابة 740 ألفاً من الإناث.