كشف مصدر حكومي ليبي عن وجود معتقلين سعوديين ينتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي لدى الحكومة الليبية الشرعية، مشيراً إلى وجود معتقلين خليجين أيضاً وجنسيات أخرى، مبيناً أنه تم التواصل مع السلطات السعودية بخصوصهم، لتسليمهم إلى المملكة إلا أنه لم يتم تسليم أي منهم إلى الآن، مؤكداً أن مهام قيادة التنظيم الإرهابي في منطقة درنة شرق ليبيا أوكلت إلى أحد عناصره من الإرهابيين السعوديين، كما ترددت معلومات عن وجود زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي في ليبيا بعد تداول مغردون من التنظيم صورة له مع أحد مقاتلي ليبيا، إلا أن ذلك لا يؤكد وجوده. وأكد المصدر الحكومي الليبي (فضل عدم ذكر اسمه) في تصريح إلى «الحياة» وجود معتقلين سعوديين لدى الحكومة الليبية وقال المصدر: «يوجد أشخاص محتجزون محسوبون على تنظيم داعش من دول الخليج بالكامل، كما يوجد عدد من السعوديين بشكل خاص، ولا يوجد لدي حالياً إحصاء دقيق لأعدادهم»، وأضاف أنه تم التواصل مع السلطات السعودية بخصوص المعتقلين السعوديين،وتم الاتفاق لتسليمهم إلى المملكة إلا أن ذلك لم يتم إلى الآن. وقال: «قبل فترة تم اعتقال أشخاص عدة في مطار بنغازي، حاولوا السفر بجوازات ليبية مزورة، وبعد الضغط عليهم اعترفوا بهويتهم السعودية، ونيتهم السفر من مطار بنغازي إلى تركيا ثم الدخول عن طريق الحدود إلى سورية». وكانت مصادر رجحت في تصريح سابق ل «الحياة» أن يكون كثير من الإرهابيين السعوديين بدؤوا في الانتقال من سورية والعراق إلى ليبيا بعد دعوة التنظيم المتطرف الذي بايع «داعش» إلى الانتقال إليه، والمشاركة في القيادة والقتال ضد أعدائه. وحول أعداد السعوديين في التنظيم قال المصدر: «أعدادهم كبيرة جداً لا يمكن حصرها، وذلك لعدم وجود ضبط وأجهزة رقابة في الحدود الليبية فالحدود للأسف مفتوحة، ولكن التحقيقات أكدت وجود عدد كبير من المقاتلين الخليجيين والسعوديين منهم بأعداد كبيرة وغير محددة، والمقاتلون الخليجيون موجودون مع تنظيم داعش في ليبيا بأعداد كبيرة جداً لا يمكن حصرها، ومن نحاول القبض عليه يقاتل لآخر طلقة ثم يفجر نفسه بحزام ناسف». وحول أعمال العناصر السعودية الإرهابية في ليبيا قال المصدر: «التحقيقات العملية أكدت أن منفذ العملية الانتحارية الأخيرة في منطقة القبة الليبية هو سعودي الجنسية، ونشرت «الحياة» في عدد سابق أن منفد الهجوم الانتحاري في منطقة القبة أواخر (فبراير/شباط)الماضي سعودي الجنسية، يكنى بأبي عبدالله، وفي تفاصيل العملية فإن اثنين من عناصر التنظيم الإرهابي الأول سعودي والآخر ليبي، قاما بتنفيذ عمليتين انتحاريتين بسيارتين مفخختين استهدفتا غرفة عمليات حفتر في المنطقة الشرقية والجبل الأخضر في منطقة القبة (30 كلم غرب درنة). وكان منفذ العملية الأولى الإرهابي أبو عبدالله الجزراوي، ومنفذ العملية الثانية الإرهابي بتار الليبي، وأسفرت العملية عن عشرات القتلى والجرحى». ورغم إعلان التنظيم الإرهابي أن مهام قيادته في ليبيا أوكلت إلى (أبو البراء الأزدي) بعد جدال دام أشهر بين كل من تنظيمي «داعش» و»أنصار الشريعة» (تابع لتنظيم قاعدة الجهاد في اليمن) على اختيار والي مدينة درنة، وتعيين «أبوحبيب» السعودي مفتياً عليها. إلا أن المصدر في الحكومة الليبية أكد أن والي منطقة درنة في الشرق الليبي المحاصرة حالياً من الجيش الليبي سعودي الجنسية لم يصرح باسمه. يأتي ذلك بعد تردد أنباء غير مؤكدة بين عناصر التنظيم عن مقتل الوالي اليمني أبو البراء وتعيين زعيم «داعش» البغدادي الآخر عراقي الجنسية بدلاً منه. وحول المقطع الذي نشر قبل فترة لكميات كبيرة من الأسلحة في منطقة صحراوية ليبية (يُرجح أنها في الشرق الليبي)، والتي تردد أنها أسقطت من طائرات جواً، لدعم التنظيمات الإرهابية، نفى المصدر كونها دعماً لهذه التنظيمات، مؤكداً أن دعم هذا التنظيم يأتي بحراً من قوات فجر ليبيا والتي ثبت اتفاقها الكبير مع التنظيم، وليس جواً، فهي ترسل الإمدادات لهم والسلاح في آخر أوكار لهم عن طريق بحر بنغازي، وهو المدد الوحيد الذي يصل إليهم، أما المقطع فهو قديم جداً ويعود ل 2011، ونشر سابقاً وهو لأسلحة كانت منتشرة مع جماعات القذافي أثناء فترة الحرب والثورة، والقذافي هو من وزع هذه الأسلحة للجماعات التابعة له على طول خط الإمداد الخاص به، إذ كان عندما يخسر موقعاً يتراجع لموقع آخر يحاول السيطرة عليه بالضربات الجوية ويمد جنوده بهذه الأسلحة. وأوضح المصدر الوجهة الحالية في ليبيا ليست التقسيم، وهو لن يحدث أبداً وهذه المشكلة أو الفكرة جاءت قبل الستينات تحت مسمى المملكة الليبية، وظهرت حالياً بسبب تمركز السلطة في طرابلس. من جانبه، لم يستبعد رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان الغامدي صحة تلك المعلومات، مؤكداً أن إبعاد السعوديين من القيادة العسكرية في العراق وسورية اضطرهم للجوء إلى صفوف التنظيم في ليبيا نظراً إلى شح القيادات هناك، وقال في تصريح إلى «الحياة»: «لا يستبعد كون هذه المعلومات صحيحة، فالعناصر السعودية الإرهابية تم إبعادها عن الأدوار القيادية في داعش «المشرق العربي» أي في العراق وسورية لأسباب تخص قيادة التنظيم الإرهابي التي غالبيتها عراقية والتي قررت السير بطريقة مختلفة عن تنظيم القاعدة، الذي كان يعتمد على العناصر الخليجية وبخاصة السعودية في مواضع القيادة بشكل رئيس. وأشار إلى أن معظم العناصر السعودية الإرهابية تم تكليفها بمهمات ميدانية فهم مقاتلون وانتحاريون على الغالب، وأضاف الغامدي: لذا فرحيل العناصر السعودية الإرهابية إلى ليبيا ربما يبرره أسلوب التهميش الذي اتبعه «داعش» العراقي والتميز المتعمد في معاملة العناصر الخليجية. وقال: «وهناك أمر آخر يخص الساحة الليبية لداعش، هو شح العناصر القيادية في التنظيم الليبي، ووجود حاجة لعناصر ذات خبرة ميدانية أو إدارية، وهنا تظهر الحاجة لاستيعاب العناصر السعودية من التنظيم الليبي الحديث النشأة لملء الفراغ، وللتأكيد على «أممية» التنظيم بكونه يضم مجاهدين من الجزيرة العربية.