هناك فيروسات تسبب التهابات في الكبد أشهرها الفيروس أ، والفيروس ب، والفيروس سي، والفيروس د، والفيروس إتش، وهناك أيضاً فيروسات مجهولة الحسب والنسب. وتجد فيروسات التهابات الكبد دربها إلى الشخص إما من طريق الأكل، أو من طريق الدم، أو العلاقات الجنسية، أو من الأم المصابة إلى الجنين. والتهابات الكبد الفيروسية تتغلغل في شكل غير عادي في البلدان العربية لتوفر أسباباً تسمح بتفشيها، من أهمها الجهل الأعمى والعادات والسلوكيات الخاطئة. وينتقل الفيروس أ من طريق الطعام والشراب الملوثين ببراز المصابين بالمرض، ويشفى منه تلقائي ومن دون علاج. وهناك لقاح متوافر يحمي منه. أما الفيروس ب، فيتسلل من طريق الدم، ومن العلاقات الجنسية، ومن الأم إلى الجنين. وقد يتنهي التهاب الكبد بمضاعفات قاتلة، وهناك علاجات له، ويمكن الوقاية منه بأخذ اللقاح المناسب. وفي خصوص الفيروس سي، فهو ينتقل بالطرق التي تحدثنا عنها في التهاب الكبد بالفيروس ب، لكن يوجد لقاح ضده. في المقابل يمكن لبعض العلاجات أن تعطي ثمارها، مثل مضادات الفيروسات وعقار الأنترفيرون. والفيروسان «ب» و «سي» خطيران للغاية لأن التهاب الكبد الناتج عنهما قد يتحول إلى مرض مزمن ينتهي بتشمع الكبد أو بسرطان الكبد في حال إهمالهما وعدم معالجتهما. أما الفيروس د فينتشر من طريق الدم الملوث، خصوصاً عند متعاطي المخدرات. ويعالج التهاب الكبد بالفيروس د بمادة الأنترفيرون، ويمكن أخذ لقاح له. ومن جهة الفيروس إتش، فهو يتسلل بواسطة الطعام والشراب الملوثين، وحتى الآن لا يوجد لقاح له، لكن الشخص المصاب يتعافى من المرض تلقائياً خلال أسابيع أو أشهر قليلة.