يمكن لفيروسات التهاب الكبد A و B و C و E إحداث عدوى والتهاب حادين ومزمنين في الكبد يؤديان إلى تشمّعه أو إصابته بالسرطان. وتشكّل تلك الفيروسات خطراً صحياً عالمياً كبيراً، ذلك أنّ هناك نحو 240 مليون نسمة ممّن يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد B ونحو 150 مليون نسمة ممّن يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد C. حسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية على موقعها. يعد التهاب الكبد الفيروسي من المشاكل الصحية التي تعاني منها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء ومع تطور التكنولوجيا استطاع الانسان التعرف على الاقل على ستة انواع رئيسة تتسبب في التهاب الكبد الوبائي وصنفت بالاحرف A،B،C،D،E،G وتنتمي تلك الفيروسات لمجموعة متباينة من الفيروسات التي تسبب مرضا حادا متشابها سريريا عدا الفيروس المكتشف حديثا HGV الذي يبدو انه يسبب الاصابة بشكل طفيف كما يمكن لبعض الادوية ان تسبب اعراضا مشابهة لالتهاب الكبد مثل الجرعة المفرطة للادوية الخافضة للحرارة (الباراسيتامول) وحامض الفالبوريك. الكبد والجهاز الهضمي * التهاب الكبد من النوع A يبلغ معدل الاصابة والانتشار الى 100% لدى الاطفال عند بلوغهم سن الخامسة. يحدث ذلك الفيروس التهابا حادا ويتم انتقاله عادة عن طريق الأكل او الماء الملوثين ومن النادر حدوثه عن طريق الجلد وتبلغ الفترة اللازمة لحضانة الفيروس قبل ظهور الاعراض حوالي اربعة اسابيع. تُقدّر سنويا حالات الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي A في العالم بنحو 1,4 مليون حالة. تكوين الفيروس الاعراض والتشخيص: تتراوح عادة فترة حضانة الالتهاب الكبدي A بين 14 و28 يوما. يشتكي الطفل المصاب من حمى، غثيان، توعك بالبطن وقد يمر ذلك الالتهاب باعراض طفيفة دون الانتباه اليها خاصة عند الاطفال ماقبل سن المدرسة ويتصاحب مع ذلك تغير في لون البول الى الداكن وقد تقل فترة ظهور الاعراض عن الشهر حيث تعود الشهية والنشاط البدني بالتدريج والذي ينتهي عادة بالشفاء التام ولايترافق الالتهاب بذلك النوع مع التهاب الكبد المزمن. يمكن تشخيص الحالة من خلال الاعراض المصاحبة وعمل التحليل المخبري للاجسام المضادة لذلك الفيروس والتي تتواجد في بداية المرض وتختفي بعد اربعة اشهر او اكثر. الوقاية: يعتبر الاطفال المصابون بذلك المرض مصدراً للعدوى لمدة تقارب الاسبوع بعد بداية اليرقان. غسل اليدين بصورة جيدة هو امر هام قبل تحضير الطعام او تقديمه ويمكن اخذ اللقاح الخاص ضد ذلك النوع من الالتهابات حيث يمنح تقدما كبيرا في الوقاية من المرض، تعطى للاطفال من سنتين فاكثر في العضل على جرعتين. تعطى الجرعة الثانية بعد ستة اشهر او سنة من الجرعة الاولى ويمكن اعطاؤه مع اللقاحات الاخرى. الكبد الطبيعية والمصابة * التهاب الكبد B تتركز الاصابة مابين عمر عشرين الى اربعين سنة وتنخفض عدد الحالات الجديدة المسجلة عند الاطفال وبالرغم من ان نسبة الاصابة عند الاطفال اقل من 10% الا انها تشكل حوالي 20- 30% من الحالات المزمنة ويعتبر انتقال المرض من ام مصابة الى مولودها من العوامل المهمة لاكتساب ذلك المرض حيث تصل نسبة الاصابة الى 70-90% وقد تبين ان اللجوء الى الرضاعة الطبيعية من امهات مصابات لاطفال غير مطعمين لايحمل خطرا اكبر لحدوث التهاب الكبد من اللجوء الى التغذية بالحليب الصناعي وذلك على الرغم من امكانية تسرب الفيروس الموجود في دم الام الى الرضيع عن طريق التشققات الموجودة في ثدي الام. تتضمن عوامل الخطر الاخرى للاصابة اكتساب المرض من خلال نقل الدم او منتجاته الملوثة الى الطفل، ويُنقل فيروس المرض من خلال ملامسة دم شخص مصاب بالفيروس أو سوائل جسمه الأخرى. يموت سنويا نحو 000 600 آخرين من تبعات الإصابة به ويعدّ الالتهاب الكبدي B من الأخطار المهنية الكبيرة المحدقة بالعاملين في المجال الصحي. فيروس التهاب الكبد A الاعراض والتشخيص: تتميز الكثير من حالات التهاب الكبد الوبائي من النوع B بانها لاعرضية وفي حال حدوثها فان الاعراض تتشابه بما يحدث في الالتهابات الكبدية الاخرى وتبدأ تلك الاعراض بعد 6- 7 اسابيع من التعرض لذلك الفيروس ويبدأ باليرقان الذي يلحظ عند ربع المرضى تقريبا وقد يتطور ذلك النوع الى ان يكون مزمنا حيث يصبح المريض عرضة لتشمع الكبد بعد 25- 30سنة من الاصابة. وفيما يختص بالتشخيص فان الكشف عن ذلك النوع هو اكثر تعقيدا مما هو موجود في النوع A حيث يتم التشخيص باستعمال الاجسام المضادة في دم المصاب. أحد اللقاحات الأساسية للطفل الوقاية والعلاج: للوقاية من ذلك النوع يتوفر لقاح وغلوبيولين مناعي ويتمتع اللقاح بقدرة حصانة عالية عند الاطفال ويوصى في كل ارجاء العالم بتطعيم كل الأطفال الرضع في حالات ماقبل التعرض ومابعده وهو مايقدم حماية - باذن الله - على المدى الطويل اضافة الى ذلك يجب تحصين كل الاطفال الذين لم يتلقوا اللقاح سابقا ببلوغهم سن 11- 12سنة او قبل ذلك كما يطبق ذلك على المراهقين غير المطعمين والكبار ذوي الخطورة العالية. كما ان الاطفال المولودين من امهات مصابات بهذا الفيروس يجب ان يتلقوا اللقاح عند الولادة وبعمر 1- 2 شهر وعند عمر ستة اشهر وتشرك الجرعة الاولى مع غلوبيولين المضاد لذلك النوع من الفيروسات. المواليد لامهات سليمات يجب تلقيهم تطعيم الكبد الوبائي ب. فيما يتعلق بالعلاج فانه لايتوفر معالجة طبية ناجحة في معظم الحالات ولكن قد يستعمل الانتيرفيرون كعلاج للالتهاب الكبد ي المزمن عند الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 18 سنة او اكثر ويعرف عن الانترفيرون امتلاكه لفعل مناعي وقدرة مضادة للفيروسات. اللقاحات تخفض الإصابة * التهاب الكبد C لم يتم عزل هذا الفيروس وانما تم تنسيله بتقنية خاصة للحمض النووي عام 1988م ويصنف كجنس منفصل ضمن فصيلة الفيروسات، له ستة انماط جينية كبرى وتحت تلك الانماط انواع متشابهة الامر الذي يسمح له بالنجاة من الترصد المناعي وبالتالي صعوبة ايجاد لقاح واق. يشكل التعرض للدم الملوث ومنتجاته من اشخاص مصابين عامل الخطر الاكثر اهمية لانتقال ذلك الفيروس وتتضمن عوامل الخطر الاخرى حالات التماس الجنسي مع المصابين ويبقى مايقرب من 10% من الاصابات الجديدة دون تفسير وقد يؤدي الى الاصابة المزمنة عند نسبة كبيرة من المرضى ويموت سنويا أكثر من 000 350 آخرين من جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب. الاعراض والتشخيص: يتشابه اعراض الالتهاب الحاد سريريا لما يحدث في الالتهابات الاخرى التي تصيب الكبد ويميل المرض في بدايته ان يكون بسيطا عند الاطفال والمسنين ومن النادر حدوث قصور حاد للكبد كما يميل ذلك الفيروس الى احداث الالتهاب المزمن بالكبد مقارنة بالتهابات الكبد الاخرى حيث تكون الحالات المزمنة نصيب حوالي 85% من المصابين ويتطور حوالي 25% من الحالات بعد 20- 30 سنة الى حدوث التشمع او التليف بالكبد واحيانا الى قصور في وظائف الكبد او نمو خلايا سرطانية ويبدو انها ناتجة عن الالتهاب والنخر المزمن في الكبد وليس لان ذلك الفيروس لديه تأثير مولد للورم. تبلغ فترة الحضانة من 7- 9 أسابيع. ويتم تشخيص ذلك النوع من الالتهابات عن طريق الكشف عن الاجسام المضادة له في دم المصاب وقد تستخدم طريقة "البوليميريز التسلسلي" للكشف عن الفيروس بطريقة مباشرة حيث يتم الكشف عن الفيروس في غضون ايام من حدوث الالتهاب. يمكن الكشف عن الالتهاب بدقة الوقاية والعلاج: لايوجد لقاح متوفر للوقاية من ذلك الفيروس ولم يثبت فائدة من اعطاء الغلوبيولين المناعي. يجب على المصابين ان لايشاركوا احدا فرشاة الاسنان او شفرة الحلاقة والا يتبرعوا بالدم او الاعضاء اما فيما يختص بالمعالجة فقد حاز الانتيرفيرون على الموافقة لعلاج ذلك النوع من الالتهابات الكبدية للمرضى الذين يبلغ عمرهم 18سنة او اكثر والذين لديهم قصة تعرض للدم او منتجاته مع حدوث الاعراض السابقة او من كان لديهم فحص المصل ايجابيا ويستجيب حوالي 50% من المرضى جزئيا للمعالجة بنهاية فترة ستة اشهر من المعالجة في حين يستجيب حوالي 10- 15% بصفة دائمة وفي بعض الحالات المنتكسة يظهر الفيروس بعدها وقد بينت التجارب ان المعالجة المقترنة بين الفا انتيرفيرون 2ب وريبافيرين تؤدي الى تواتر اعلى للاستجابة والى تحسن على مستوى نسيج الكبد.