أوضح الدكتور عبدالله سعيد قزي الغامدي استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى الملك فهد بجدة ل(الرياض) على هامش مؤتمر صحفي عقدته الجمعية السعودية لامراض وزراعة الكبد الوبائي(فيروس C) بحضور عدد من المهتمين والمختصين بأن هناك خمسة أنواع من الفيروسات التي تصيب كبد الإنسان ومن أهمها الفيروس سي والفيروس بي وهما النوعان اللذان كرس العلم الحديث أبحاثه وطاقاته لإيجاد علاج لهما، ويعتبر الفيروس الكبدي سي من أهم الفيروسات المنتشرة على مستوى العالم. وقال د. الغامدي إنه وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن قرابة 2-3% من سكان الكرة الأرضية مصابين بالفيروس سي أي بما يعادل 130 إلى 170 مليون شخص، يتكون الفيروس الكبدي سي من السائل النووي (RNA) ويتبع عائلة الفيروسات المسماة (Flaviviridae)، ويوجد له 6 أنماط جينية.والنمط السائد في المملكة العربية السعودية هو النمط الرابع والذي يبلغ قرابة 60% ويليه النمط الجيني الأول والذي يبلغ قرابة 26%.وتكمن أهمية الأنماط الجينية في تحديد مدة ونوعية العلاج وتوقع مدى استجابة الشخص لبعض الأدوية التي تستخدم في علاج الفيروس الكبدي سي. كما أشار الدكتور الغامدي الى انه في المملكة العربية السعودية ومنذ عام 1990م أصبح الفيروس سي من الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها وهذا سهل عملية الإحصاء وإعطاء فرصة لعلاج المرضى من هذا الداء قبل حدوث مضاعفات مزمنه للمريض والتي يمكن تجنبها بالعلاج.ومنذ ياناير 2008م أصبح فحص الفيروس سي إلزامي في المختبرات السعودية للمتبرعين بالدم وفي فحص ماقبل الزواج.وقد بينت الإحصائيات والتي انبثقت من المنشآت الصحية في بلدنا بأنه مالا يقل عن مليون شخص منذ ذلك التاريخ تم فحصهم. وهناك دراسات متفرقة عملت في بعض المراكز الصحية وبنوك الدم وأيضا في وزارة الصحة بينت بأن متوسط نسبة الإصابة بالفيروس لا يتجاوز 0,7 % في المجتمع السعودي. وحول كيفية انتقال الفيروس سي بين الناس وكيف نتخذ الوقاية الكافية لمنع انتشاره في المجتمع أجاب الدكتور الغامدي بأن الفيروس سي يعتبر من الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم وخصوصا ما قبل عام 1992م وذلك قبل إيجاد فحص مخبري دقيق يحدد وجود الفيروس في الدم الذي يراد نقله للمريض. وأصبحت المصادر الأخرى التي ينتقل الفيروس سي من خلالها هي: الإبر الملوثة بالدم في متعاطي المخدرات أو إصابة شخص بإبرة ملوثة عن طريق الخطأ أو أثناء غسيل الدم للمصابين بالفشل الكلوي ، وأيضا الشذوذ الجنسي يعتبر من مصادر الإصابة بالفيروس. استخدام أدوات الشخص المصاب مثل أمواس الحلاقة ومقص الأظفار وفرش الأسنان قد تنقل الفيروس. من النادر انتقال الفيروس من الأم لجنينها أثناء الحمل بنسبة لا تتجاوز 5% وأيضا من النادر جدا انتقاله عن طريق العلاقة الزوجية الشرعية بنسبة لا تتجاوز 5%. وأضاف حول الفحوصات التي يمكن عملها للتأكد من وجود الفيروس من عدمه بأنه من المعروف طبيا أن مناعة الجسم ليس لديها المقدرة الكافية للتخلص من الفيروس في قرابة 70-80 % من المصابين بالالتهاب الفيروسي الحاد. وتتطور حالتهم إلى الالتهاب الفيروسي الكبدي سي المزمن ومضاعفاته المستقبلية. بينما 20-30 % تلقائيا تتخلص مناعتهم من الفيروس ويشفون شفاء تام. ويتم عمل الفحص الأولي للكشف عن الفيروس وذلك بعمل اختبار الأجسام المضادة للفيروس HCV Ab وهذه الأجسام عادة تكون موجودة في كل الأشخاص المصابين وكذلك الذين تخلصوا من الفيروس تلقائيا وأيضا الذين تخلصوا من الفيروس بالعلاج. ويتم عمل التحليل التأكيدي والمسمى البي سي آر PCR والذي يكون إيجابيا فقط في الأشخاص المصابين بالفيروس. وأكد الدكتور الغامدي وجود أنواع كثيرة من الأدوية الجديدة التي أصبحت بحمد الله متوفرة منذ أقل من سنة في مستشفياتنا التخصصية والمرجعية كما أنه مازال هناك بعض الأدوية في مرحلة التجارب وسوف ترى النور قريبا. في وجود هذه الأدوية الفموية يمكن الاستغناء عن ابر الإنترفيرون وعادة تصل الاستجابة أكثر من 90%. وعادة تعطى حسب النمط الجيني ونسبة الألياف التي يمكن معرفتها عن طريف أشعة الفيبروسكان من مدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر. وهذه الأدوية تعتبر من الأدوية ذات الاثار الجانية الخفيفة جدا حيث أن معظم المرضى يتحملونها مثل الخمول والتعب الخفيف.لا داعي للخوض في تفاصيل العلاج لأن مثل هذه الأدوية تعطى في مراكز متخصصة من قبل استشاريي الكبد والجهاز الهضمي.