توقع مصدر فرنسي وآخر دولي أن يصدر منتصف الشهر الجاري بيان رئاسي عن مجموعة الدعم الدولية للبنان في مجلس الأمن، يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للبنان في ظل رئاسة فرنسا مجلس الأمن. وأضاف المصدر الدولي أن هناك فكرة موازية لم تتبلور بعد، تقضي بأن يلتقي ممثلو مجموعة الدول الداعمة للبنان في بيروت أو في نيويورك لإصدار بيان بهذا الشان. والفرصة التي قد تكون مواتية لإصدار مثل هذا البيان الرئاسي في مجلس الأمن، ستسنح عند قيام ممثلة الأممالمتحدة في لبنان سيغريد كاغ بوضع مجلس الأمن في صورة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تنفيذ القرار 1701 في 17 و18 آذار (مارس). وسيغتنم الفرنسيون البيان لحث الأطراف على انتخاب رئيس وتأكيد أهمية التهدئة في الجنوب، خصوصاً بعد الحادثين الأخيرين (عملية اسرائيل في القنيطرة ورد «حزب الله» في مزارع شبعا، والرد الإسرائيلي عليها)، وأيضا لتأكيد التزام الأطراف اللبنانيين بسياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا وضرورة دعم لبنان في مواجهة أعباء النازحين. الى ذلك قال مصدر فرنسي مطلع إن حل مشكلة الرئاسة اللبنانية ليس في طهران ولا في الرياض، فالقضية بالنسبة الى طهران، وفق القناعة الفرنسية، أنه إذا قال «حزب الله» لطهران إنه مصر على ترشيح النائب ميشال عون فلن تطلب منه أن يختلف مع عون. وترى إيران أيضاً مصلحة لها في أن يكون هناك رئيس في لبنان، كما أن من مصلحة «حزب الله» أن يكون محميّاً بالوحدة الوطنية، لكن الحزب في حاجة إلى عون، لأنه من دون تغطية مسيحية منه يتحول ميليشيا شيعية. فالمشكلة في رأي باريس، كما قال المصدر، أن قضية الرئاسة تعود إلى اللبنانيين وإلى موقف «حزب الله»، الذي لا يرى سبباً في أن يكون على خلاف مع عون أو أن يتخلى عنه. وإذ تحدث المصدر عن إبداء القيادة السعودية استعدادها لتسوية قضية الرئاسة، لفت إلى أن باريس رأت أن جولات السفير جان فرانسوا جيرو على الدول من أجل حل مشكلة الرئاسة، انتهت بانتقادات غير مبررة في بعض وسائل الإعلام، وكأن هذه الوسائل تريد إلقاء مسؤولية عدم انتخاب رئيس في لبنان على جيرو، وهو أمر غير منطقي وسخيف، فجيرو من كبار ديبلوماسيي فرنسا، وبذل الجهود لأن باريس مهتمة بأن يتم انتخاب رئيس في لبنان، وعدم نجاحه في ذلك هو مسالة لبنانية، وباريس نقلت الملف إلى مجموعة الدعم الدولية للبنان. الى ذلك، أكد مصدر ديبلوماسي غربي ل «الحياة»، أن هناك فصلاً كلياً بين مسالة الرئاسة اللبنانية والملف النووي الإيراني. وفي الشأن الرئاسي، كان مطران بيروت للموارنة بولس مطر ووديع الخازن التقيا في مطعم «لو بيشي» الباريسي مصادفة، وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتبادلا التحيات معه، ونقل بعض الإعلام خطأ أن لقاء تم بينهم. لكن المصادر الديبلوماسية الغربية نفت أن يكون حصل لقاء كما تم تصويره.