علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مسؤول، أن مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، الذي يقوم بمسعى فرنسي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، عاد أمس من زيارة الى السعودية، حيث التقى مسؤولين والرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أول من امس، بعدما كان زار إيران قبلها. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن زيارة جيرو طهران لم تسفر عن أي نتيجة، إذ إن الموقف الإيراني لا يزال يربط بين الانتخابات الرئاسية والوضع في سورية. وأبلغته طهران أنه «لا يمكننا الضغط على حزب الله، وعلى اللبنانيين أن يتفقوا». ورأت أن هذا الموقف تراجع عن مواقف إيرانية سابقة، فيما بقي الجانب السعودي مؤيداً التوصل إلى رئيس توافقي. وأشارت مصادر فرنسية مطلعة إلى أن ملف الرئاسة اللبنانية مازال معطلاً، لكن باريس لم تتوقف عن محاولة التحدث مع جميع الأطراف الإقليميين والداخليين في هذا الشأن. ورأى المصدر المسؤول أن على رغم إيجابيات انعقاد الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» واحتمال انعقاد حوار بين زعيم «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فليس هناك نتائج حتى الآن من الحوار الأول في ما يخص الرئاسة. من جهة أخرى، تركت الحملة التي شنها الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الجمعة الماضي على سلطات البحرين، ردود فعل عدة، فأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، أن الأمين العام للمنظمة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني استدعى السفير اللبناني لدى الرياض عبد الستار عيسى وسلمه مذكرة احتجاج على تصريحات نصرالله تجاه مملكة البحرين. ووصفت الأمانة العامة للمنظمة في بيان، تلك التصريحات ب «العدائية وغير المسؤولة، باعتبارها تحريضاً صريحاً على العنف، وتدخلاً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين». وأفاد البيان بأن دول المجلس (الست) اعتبرت أن تصريحات نصرالله «تتعارض مع الروابط والعلاقات الأخوية والتاريخية بين دول المجلس والجمهورية اللبنانية»، ودعت الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها من تلك التصريحات، والمبادرة إلى التعامل مع كل من يسيء الى علاقات الجمهورية اللبنانية مع دول المجلس، وضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحاسمة تجاه تلك التصريحات العدائية. وكان نصر الله اعتبر أن «ما يجري في البحرين شبيه بالمشروع الصهيوني، استيطانًا واجتياحاً وتجنيساً». واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير اللبناني في أبوظبي حسن سعد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات نصرالله تجاه البحرين. وأعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الدكتور طارق الهيدان عن «إدانة دولة الإمارات الشديدة هذه التصريحات»، ووصفها بأنها «عدائية وتحريضية بغيضة ومرفوضة وتعد تدخلا سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة وتحرض على العنف والإرهاب وترمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار». وحمّل الهيدان الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات العدائية وطالبها ببيان واضح يشجبها، ودعاها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها لضمان عدم تكرارها.