تستعد باريس لاستقبال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس فرانسوا هولاند في 12منه ونظيره مانويل فالس ثم وزيري الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لو دريان كما يزور مجلس الشيوخ. وترى مصادر فرنسية أن زيارة سلام ستكون مناسبة للجانب الفرنسي لأن يسمع منه ما يمكن لفرنسا أن تساعد فيه لبنان وما يتوقعه منها. وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» ان من المتوقع ان يوقّع الجانب اللبناني ممثلاً بوزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي على لائحة المعدّات الفرنسية للجيش في اطار الهبة السعودية قبل 7 الجاري على أن تبدأ فرنسا تسليم المعدات بعد 30 يوماً، مؤكداً ان جزءاً من هذه المعدات اصبح جاهزاً للتسليم. الى ذلك يصل مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرانسوا جيرو الى بيروت هذا الأسبوع للتداول مع الأطراف اللبنانيين في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وعلمت «الحياة» أن هذه الزيارة تندرج في اطار اتصالات جيرو في ايران حيث التي زارها في 12 من الشهر الماضي للتداول في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، حيث أبلغه الجانب الإيراني انه بدوره يتمنى للبنان رئيساً، وأوصاه بأن تجري باريس اتصالات مع اصدقاء فرنسا على ان يجري الجانب الإيراني اتصالاته مع اصدقائه في لبنان ثم يعاودا التشاور. وسيتوجه جيرو في هذا الإطار الى الفاتيكان ثم بيروت ثم الرياض على أن يعود الى طهران في الأسابيع المقبلة. واعتبر المصدر ان الجانب الإيراني كان يقول في الاتصالات السابقة ان هذه مسألة تخص اللبنانيين، اما الآن فبات يقول للفرنسيين «تكلموا مع اصدقائكم المسيحيين»، ما يعزّز، وفق المصدر الفرنسي، ما قاله الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في بداية تشرين الثاني(نوفمبر). ويري المصدر انه ينبغي اختبار المواقف وهامش التحرك، لكن باريس ترى ان دور فرنسا هو خلق الظروف المواتية والبحث مع الجميع في إمكان نشوء جو اقليمي كي يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس. ويؤكد استبعاد حصول اتفاق ثنائي ايراني- فرنسي لأن لا معنى لذلك خصوصاً ان مثل هذا الاتفاق خطير وغير مفيد. وزار عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب آلان عون باريس قبل أيام والتقى مسؤؤلين فيها، وأبدى وفق المصدر، «بعض البراغماتية». ورأى المصدر ان قرار رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري التمديد للبرلمان له تبريره، اذ ان الغالبية التي ادارت التمديد هي الغالبية التي ستنتخب الرئيس. واعتبر المصدر ان خطاب نصر الله في بداية تشرين الثاني (في شأن الحوار مع تيار المستقبل) مؤشر جدي، خصوصاً ان باريس تعرف تماماً ان الحريري جاهز للتفاوض من اجل تسوية لانتخاب رئيس. ورأى المصدر انه ينبغي العمل داخل المسيحيين للاتفاق على الرئاسة، لأن انتخاب رئيس على قاعدة اتفاق بين «المستقبل» و»حزب الله» يسيء جداً إلى لبنان. ويشير المصدر المسؤول إلى أن الانطباع الراهن لديه هو أن البحث في مسألة انتخاب الرئيس في لبنان تشهد بعض الليونة حالياً.