دخل لبنان اليوم ال200 وموقع الرئاسة شاغر، فيما قال العماد ميشال عون إنه «مستعد للتفاوض حول الجمهورية مع أي كان، وإلاّ فأنا مستمرٌّ في المعركة», وبدا أن عون يرفع، من خلال هذا الموقف، قيمة «مهره الرئاسي»، على قاعدة دعوة الناخبين المحليين والخارجيين إلى الاختيار بين استعادة الشراكة الوطنية وتصحيح التوازن من خلال انتخابه رئيسًا، وبين البحث في صيغة جديدة للجمهورية على أنقاض اتفاق الطائف. واجل مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مجددا لعدم اكتمال النصاب في غياب نواب حزب الله ومناصريه امس في ظلّ حراك دولي يتجسد بوجود مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو في بيروت ولقائه السياسيين وحضهم على الاسراع في انتخاب رئيس. وذكرت مصادر سياسية إن الموفد الفرنسي لا يحمل مبادرة واضحة في هذا الشأن، لكنه يرحب بالحوار المنتظر بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» لأنه يساعد في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وعقدت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، سلسلة لقاءات مع المسؤولين في لبنان خلال زيارتها بيروت الثلاثاء. وأكدت لرئيس الوزراء تمام سلام «دعم الاتحاد الأوروبي للبنان وإدراك أوروبا لأهمية أن يتعافى لبنان في هذه الأوقات الصعبة من الناحية الأمنية». وقالت: «بحثنا أيضا أمورا داخلية لبنانية، وهي ضرورة المضي قدما للوصول الى نتائج في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، علما أننا ندرك انها مسألة لبنانية ولكنها مسألة نشعر بها عالميا ودوليا وأوروبيا وسنعطي ونقدم كل الدعم ليتعافى لبنان لتخطي ازمته مما يسمح للبرلمان إجراء انتخابات جديدة. واعربت لرئيس الوزراء عن دعمنا وإعجابنا لعمله وقدرته لابقاء البلاد متحدة ومجتمعة». وقد توجه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام صباح أمس الاربعاء إلى باريس في زيارة رسمية تستمر حتى السبت يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء ومسؤولين فرنسيين آخرين، بحسب ما ذكر مصدر رسمي لبناني. ويرافق سلام في زيارته نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل ووفد إداري وإعلامي. فيما ظهر موقف لافت للعماد ميشال عون، الذي أعرب عنه بعد اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح». وقالت مصادر في حزبه «التيار الوطني الحر» إن ما أدلى به عون في الرابية لا يعني بأي حال أنه قابل للتنازل عن حقه الرئاسي، بل يندرج في إطار تحصين الجمهورية وإعادة الانتظام إلى توازناتها، وهو أمر لا يتحقق إلا برئيس قوي. وفي الاجتماع مع عون، أبدى جيرو قلقه من الفراغ الرئاسي وواقع الحكومة ومجلس النواب، معربا عن خشيته من تأثير تفتيت المؤسسات الدستورية في الاستقرار في لبنان. واعتبر أن إعادة الامور إلى مجراها الطبيعي تبدأ من خلال انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا استعداد فرنسا للتواصل مع القوتَين الاقليميتَين المؤثرتَين في الاستحقاق الرئاسي، إيران والسعودية، للدفع في هذا الاتجاه. أما عون، فلفت انتباه ضيفه إلى أنه يواجه منذ عودته إلى لبنان عام 2005 إشكاليات في العلاقة مع بعض الأطراف الداخلية، متوقفا عند الإصرار على عدم احترام الدستور والمضي في تهميش القرار المسيحي. وفي لاهاي، حفل اليوم الثاني من المرحلة الثانية الذي خصصته المحكمة الخاصة بلبنان لاستجواب النائب مروان حماده بجملة محطات لافتة أبرزها قرار هيئة المحكمة قبول طلب مكتب المدعي العام غرايم كاميرون استدعاء رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لاستجوابه بصفته شاهداً في القضية نفسها، ثم قبول الطلب عينه لاستدعاء الصحافي علي حماده بالصفة عينها للإدلاء بما يملك من معلومات عن تبادل رسائل شفهية حصل بين الرئيس رفيق الحريري والرئيس السوري بشار الاسد. وكذلك موضوع تغيير النائب حماده رقم هاتفه القديم بعد محاولة الاغتيال في الأول من تشرين الأول 2004، والفترة الزمنية الفاصلة بين توقيفه الرقم القديم وتسجيل الرقم باسم شخص جديد، للقول إن داتا الاتصالات التي لم تكشف الشخص أو الجهة التي استخدمت رقم هاتف حماده القديم يمكن ضرب مصداقيتها في موضوع كشف شبكات التخابر والأرقام الخليوية.