حمل «حزب الله» على التصريح الذي أدلى به السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل بعد لقائه قبل يومين وزير الداخلية نهاد المشنوق، واعتبر فيه ان الحزب «يتخذ قرارات الحياة والموت نيابة عن كل لبنان ولا يخضع للمساءلة وينتهك سياسة النأي بالنفس». وقال وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي، محمد فنيش: «إذا كان بعض السفراء يغيظه أن مشروعه أحبط، وأن المقاومة من خلال تصديها للجماعات التكفيرية لم تمكنه من الاستثمار على دورها لتغيير المعادلات في منطقتنا فهذه مشكلته. وما قمنا به هو الذي ساعد الجيش اللبناني على التصدي وتحصين لبنان، ولو كنا سنقف عند انتقاد من هذا المسؤول أو هذا السفير أو ذاك لما حملنا مسؤولية المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي أن «عدونا وخصمنا باتت ايامه معدودة»، معتبراً ان هيل «استغل منبراً رسمياً ليخرق من خلاله معايير السلوك الدولي والأعراف الديبلوماسية». وقال في مناسبة تأبينية: «كنا نأمل بأن يثأر هذا السفير لرئيسه الذي أهين على منبر الكونغرس من رئيس حكومة دولة حليفة لهم يقدمون لها كل الدعم، ثم لا يلقون منها إلا عتواً واستكباراً. فما فعله السفير الأميركي بالأمس يكرر ما فعله رئيس حكومة العدو الصهيوني، فهذا السفير حاول الإساءة إلى اللبنانيين بالافتراء على بعضهم، وادعاؤه بأننا نملك قرار الموت والحياة، فنقول له إنه من حقنا أن نمتلك قرار الحياة، لأنك تفرض وحليفتك إسرائيل قرار الموت علينا، ومن حقنا وواجبنا أيضاً أن نحمل بأيدينا الحرة قرار الحياة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة، وظهرنا للجميع أننا بدمائنا كتبنا حياة جديدة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة». وسأل الموسوي السفير الأميركي: «ألا ترى الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق سفارتك وهي تخرق السيادة اللبنانية؟ ألا ترى في السلوك الإسرائيلي العدواني اعتداء على سيادة لبنان وخرقاً للقانون الدولي؟». وأكد «أننا لن نقبل تحت أي ظرف بأن تحاول حكومة السفير الأميركي تكريس الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وما تبقى من أراض لبنانية، فالمقاومة ستواصل تحمل مسؤولياتها وماذا فعلت حكومته إزاء حليفتها إسرائيل التي تعتدي اليوم على 860 كيلومتراً من المنطقة الاقتصادية الخالصة التي فيها ثرواتنا الطبيعية من النفط والغاز؟». ورأى عضو الكتلة علي فياض ان ما يجري في سورية «بات واضحاً وضوح الشمس، إنه صراع بين مشروع المقاومة بأبعاده التحريرية والتوحيدية ومشروع تحالف المذهبية والتكفيرية وأصدقاء أميركا وإسرائيل بأبعاده التفتيتية. ومن يسعى لتشكيل ائتلافات أو تحالفات إقليمية ومذهبية إنما يدفع المشكلة القائمة إلى مستويات خطيرة ويزج المنطقة في أتون متفاقم من الاضطرابات، وهذه السياسة الغبية لا تفضي إلا إلى مزيد من الإنهاك والصراعات المفتوحة». ورد عضو الكتلة نوار الساحلي، على هيل، قائلاً: «اننا في المقاومة صناع ثقافة الحياة، لأن الأبطال الشهداء صنعوا بدمائهم الحياة لنا جميعاً». ودعاه إلى «الصمت، وأن ينظر إلى خروق العدو الصهيوني للقرارات الدولية». وتوقف رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبراهيم أمين السيد عند «السلوك الأميركي المزدوج في تشكيل حلف دولي لمواجهة الإرهاب من جهة ومنعها السلاح عن الجيش اللبناني من جهة أخرى». وقال ان «ثمار التوافق بين حزب الله والتيار الوطني الحر حمى الساحة اللبنانية»، مؤكداً «المضي قدماً في الحوار الداخلي خصوصاً مع تيار المستقبل».