تابعت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان انجيلينا ايخهورست لقاءاتها مع مسؤولين في «حزب الله» غداة القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بوضع الجناح العسكري للحزب على لائحة المنظمات الإرهابية، والتقت أمس، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن. ويأتي اللقاء بعد زيارتين قامت بهما ايخهورست الجمعة الماضي لمسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي ووزير التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش. وضعت مصادر قيادية في قوى 8 آذار زيارة ايخهوريست للحاج حسن في إطار تأكيدها «الفصل الأوروبي بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب وإبلاغها قيادة حزب الله أن كل المسؤولين السياسيين من نواب ووزراء وقيادات حزبية وأجنحة مدنية مستثنون من القرار». ونقلت وكالة «الأنباء المركزية» عن هذه المصادر أنه يجري إعداد مذكرة باسم أحزاب 8 آذار ستسلم إلى كل من ايخهورست والممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي ترفض القرار الأوروبي وتراه «ظالماً يكشف لبنان أمنياً أمام العدو الإسرائيلي وتدعو إلى التراجع عنه». كما أشارت إلى أن قوى 8 آذار «في صدد الإعداد خلال 10 أيام لمهرجان تضامني مع المقاومة رفضاً للقرار». وفي السياق، رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد «أن نهج الإقصاء السياسي هو الوجه الآخر للتكفير العقائدي»، آسفاً «لمواصلة بعضهم ملاقاة النهج التكفيري بشيء من التبرير». ودعا إلى «مراجعة نقدية لكل فريق، وأن يجلس الجميع ليتحاوروا ويناقشوا مستقبل الوطن وصونه من أي اعتداءات محتملة عليه، والدعوة لا نزال ننتظر من يلاقيها». وقال إن «الاعتداء على الجيش واستهداف المثلث الذهبي الجيش والشعب والمقاومة إطاحة لكل الألوان والتنوعات الموجودة في لبنان، وعندما ما يتم التصدي لهؤلاء - الذين يزحفون على أعتاب البيت الأبيض ويستجدون السلاح من حماة الكيان الصهيوني ومن دول وأمراء ليس لهم دساتير - فإننا بذلك ندافع عن كل أهلنا في لبنان وعن كل طوائفه». وتوقف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي في كلمة خلال مأدبة إفطار أمام «الجرائم التي اقترفها العدو الإسرائيلي ضد الشعب اللبناني، وبقيت من دون ملاحقة من جانب الدول التي تزعم أنها تلتزم القيم الإنسانية الراقية وتكافح الإرهاب، وفي طليعتها دول الاتحاد الأوروبي». واعتبر «إن امتناع دول الاتحاد الأوروبي عن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومعاقبتهم أسهم في تشجيعهم على مواصلة سياسة الإرهاب وارتكاب المجازر»، وسأل: «ألا يشمل تعريف الإرهاب الجرائم الإسرائيلية بحق لبنان وشعبه؟ أو ليس قتل المدنيين إرهاباً؟ أم أن إسرائيل مجاز لها بالقتل من دون إدانة أو معاقبة؟». واعتبر أن «الاتحاد الأوروبي يحرم على اللبنانيين الوسيلة المشروعة للدفاع عن النفس، ويتهم مقاومتهم اتهاماً جائراً بأنها منظمة إرهابية». ولفت إلى أن «الخاسر الفعلي من القرار هو الاتحاد الأوروبي نفسُه، وبعضُ دوله التي كان لها في وقت من الأوقات أدوار متميزة وفاعلة في إطار الصراع العربي - الإسرائيلي، أما الآن فما بعد القرار ليس كما قبله». ووصف القرار بأنه «استعماري بخلفيته الثقافية، وإرهابي في استهدافاته السياسية، والرسالة التي أراد القرار إيصالها سقطت منذ اللحظة الأولى، وجوابها كان أن الدول الأوروبية ارتضت أن يكون دورها ملحقاً بالدور الأميركي- الإسرائيلي». واعتبر «إن من يعطل تشكيل الحكومة هو من يريد القفز فوق نصوص الدستور وروحه والعودة إلى ما قبل اتفاق الطائف»، معلناً رفض «صيغة 8-8-8 لأنها تساوي عدم الشراكة، بل هي صيغة النصاب المعطل». ووصف عضو الكتلة الوليد سكرية القرار بأنه «ملتبس إذ جاء بعد تأجيل مؤتمر جنيف والدعوة لتسليح المعارضة السورية لبناء قوتها وتعديل موازين المقاومة في سورية، وليس إلا إذعاناً للضغوط الأميركية».