قالت مصادر معنيَّة بملف التفاوض على إخلاء العسكريين اللبنانيين المخطوفين أن التقدّم الذي تم إحرازه في الإتصالات لإنهاء الملف يسمح بالتفاؤل بحلحلة قريبة. وأشارت المصادر إلى أن ما يتطلبه التفاوض من استكمال لا سيما مع «جبهة النصرة» ستتم متابعته والجانب اللبناني يحرص على تثمير التقدم. إلا أن المصادر عينها تخشى من أن يسبق المزيد من الحلحلة، بناء على الإيجابيات التي تحققت، تصعيد في الوضع الأمني في منطقة القلمون، في إطار تحضيرات النظام السوري و «حزب الله» للمعركة ضد المجموعات المسلّحة الموجودة في المنطقة، والتي كان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله أعلن عن نية القيام بها قبل أكثر من 3 أسابيع، مع ذوبان الثلج في الجرود. وعليه، فإن هذه المصادر تأخذ في الحسبان أهمية التعجيل في هذه المفاوضات لئلا تعطل أي تطورات عسكرية، الإيجابيات التي تحققت حتى الآن في المفاوضات. وكانت مصادر معنية قالت ل»الحياة» إن أحد مظاهر التقدم الذي حصل في المفاوضات في الأسابيع الماضية، تمثل في إبلاغ أحد الوسطاء إلى قريب لأحد العسكريين المخطوفين، حين طلب منه زيارته لدى خاطفيه بأنه قد لا يحتاج إلى هذه الزيارة لأن الإفراج عن قريبه قد يكون قريباً. وكانت المفاوضات لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين تقدمت مع «النصرة» وشهدت جموداً مع «داعش»، ما دفع أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» إلى الإعلان أنهم يستعدون للتصعيد منتصف الشهر الجاري في حال بقيت الأمور على ما هي عليه بالتزامن مع غياب أي تنسيق معهم من قبل أجهزة الدولة المعنية وأكّد نظام مغيط شقيق الجندي المخطوف ابراهيم مغيط في اتّصال مع «الحياة» عن تعليق التّصعيد موقتاً بناء على معلومات من مصادر تتابع أجواء التَّفاوض تفيد باستئنافها المفاوضات بعد جمودها أسبوعين. وأشارت مصادر الأهالي الى تعيين وسيط سرّي في المفاوضات مع «داعش» بعد وفاة المدعو مصطفى بحلق نتيجة أزمة قلبية بعد اعتقاله من قبل استخبارات الجيش على حاجز وادي حميد في عرسال وتردد انه كان الوسيط السري في الملف بين الخاطفين وأحمد الفليطي الذي يعمل على خط الوساطة بين الحكومة و»داعش». وكان أهالي العسكريين أُبلغوا أن المفاوضات متوقّفة بعد مقتل أمير «قطاع القلمون» أبو أسامة البانياسي الذي كان يتابع المفاوضات لإطلاق العسكريين. ويتوقّع بعض أهالي العسكريين المحتجزين لدى «داعش» أن تكون المفاوضات قد استؤنفت بعد أن ساهم الصراع بين «النصرة» و«داعش» في تجميدها. وفيما التزم أهالي العسكريين لدى «جبهة النصرة» الصَّمت، نتيجة اجتماعاتهم مع المسؤولين اللبنانين وخصوصاً مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم الذي طمأنهم إلى مسار التفاوض، قالت مصادر متابعة لأجواء التفاوض إن المفاوضات مع «النصرة» حققت تقدُّماً جديداً بما أن السلطات اللبنانية تبلّغت بأن المطالب ستقدّم في جزءين وانها علمت ما تتضمّنه لائحة المطالب الأولى من أسماء أربعين موقوفاً لدى السلطات اللبنانية، والمبلغ المطلوب دفعه مقابل إطلاق كل عسكري كفدية مالية. وأوضحت المصادر أن «النصرة» لم ترسل حتى الآن أية لوائح اسمية لموقوفات في السجون السورية.ولفتت إلى أن «التواصل مستمر بين اللواء إبراهيم ونظيره القطري غانم الكبيسي الذي يتواصل مباشرة مع الخاطفين من جبهة النصرة». وأكد الأهالي أنهم سيواصلون لقاءاتهم مع القيادات السياسية وينتظرون موعداً للقاء وزير الدفاع سمير مقبل واللواء ابراهيم لوضعهم بنتائج المفاوضات على رغم إصرار القيّمين على إحاطة الملف بسرية تامة. وفي إطار ملاحقة مخابرات الجيش مشتبهين بانتمائهم إلى مجموعات إرهابية، قامت وحدات الجيش بمداهمات في القرى الحدودية في منطقة الدريب الأوسط، وتحديداً في بلدات منجز ورماح والقبور البيض، وأوقفت خمسة سوريين.