تابع البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في اتصال هاتفي، مطلعاً منه على «آخر المستجدات في شأن المهام الإضافية الموكولة إلى ابراهيم، والمساعي التي يقوم بها لإطلاقهم». وكان الراعي التقى أهالي العسكريين اللذين ذُبحا على أيدي «داعش» عباس مدلج وعلي البزال، وذوي العسكري الذي أُعدمته «جبهة النصرة» محمد حمية في زيارة شكر لمواساته لهم. وفي السياق، سأل نظام مغيط شقيق المخطوف لدى «داعش» ابراهيم مغيط، عن «صحة الأخبار التي تتحدث عن عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر، وتوقيف دور الوسيطين الشيخ مصطفى الحجيري وأحمد الفليطي مع المسلحين»، متمنياً «على المعنيين وضع الأهالي بالتطوّرات قبل اتّخاذ أي تصعيد». وقال والد المخطوف لدى «داعش» والناطق باسم الأهالي حسين يوسف ل«المركزية»: «يبدو أن توقيف المفاوضات سببه لوجستي وميداني ويعود الى خلافات على الأرض عند التنظيم، كما أن المعارك التي دارت أخيراً أخرت المفاوضات قليلاً، لأننا منذ فترة لم نعد نتلقى أي تهديدات ما يؤكد أن الأمور جيدة ولا شر في الأفق». وعن تجميد الدولة اللبنانية وساطة الحجيري والفليطي، قال:«إذا دخلت قطر وتركيا مجدداً على الخط، فالخاطفون سيفضلون طبعاً مفاوضة دول لا أشخاص، ولهذا السبب ربما تم تجميد وساطتهما». وكشف عن لقاء جرى مع وزير الصحة وائل أبو فاعور قبل يومين وكان «إيجابياً ونتكتَّم عما دار خلاله». وكانت عائلة المخطوف لدى «النصرة» سليمان الديراني تلقّت تسجيلاً صوتياً له مساء أول من أمس، طمأنهم فيه الى أنه بخير. ووجه رسالة إلى الحكومة اللبنانية «التي تقول إنها تفاوض مع النصرة». وسأل: «كيف تفاوض والذين وكّلتهم بالوقوف على الحدود يضربون مخيمات النازحين السوريين السنّة بأي حق؟». وأضاف: «جبهة النصرة صادقة كثيراً ليس مثلما تفكرون... وأيتها الدولة ليس من شيمك أن تخربي المفاوضات باعتقال النساء السنّة، هن لهن حرماتهن وأهلهن مثل أي واحد... ليس من شيمك خطف النساء السنة لتبادلي بهن أسرى»، لافتا إلى أن «النصرة تفتح المجال للأهالي للتفاوض معهم مباشرة». ووصفت ليال الديراني في اتِّصال مع «الحياة» صوت شقيقها ب «الهادئ كما عرفته، لم يكن مرهقاً أو غاضباً». ولفتت إلى أنها تلقت «رسالة من عناصر من النصرة على هاتفها مساء أول من أمس مفادها أن مقطع من التسجيل الصوتي سيبث عبر قناة «أم تي في» وأنه سيصلني التسجيل كاملاً على بريدي الإلكتروني الذي زودتهم به بعد الرسالة». وفيما سجل قصف مدفعي من وحدات الجيش اللبناني لتحركات للمسلحين في جرود عرسال، بحسب الوكالة «الوطنية للاعلام»، وزار عدد من أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» هم حسين يوسف، وضحة السيد مقبل زوجة العسكري خالد مقبل وعائشة عمار والدة العسكري حسين عمار قائد الجيش العماد جان قهوجي. «لهيب المنطقة» بين بري وحردان وقانصو وفي السياق، بحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان والوزير السابق علي قانصو التطورات. وأوضح حردان أن اللقاء ركز على «ما يجري في لبنان والمنطقة في زمن هذا اللهيب الذي يمتد من البحر حتى العراق ويلامس استقرار الناس». وقال: «كان الحوار حول كيفية إيجاد قواسم مشتركة بين كل من يؤمن بمواجهة الإرهاب، ونعتقد أن لهذا الأمر الأولوية الآن ونأمل بأن نصل بالحوار إلى سلّم أولويات تبدأ بانتخابات الرئاسة وتفعيل الحكومة ودور المجلس النيابي الذي يتسع للجميع ويكون مكاناً للحوار وللتشريع وللقوانين خدمة للجميع».