عشية محادثات يجريها في طهران وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي إن بلاده أجابت على «كل الأسئلة» التي طرحتها الوكالة. وكان المدير العام للوكالة يوكيا أمانو شكا الأسبوع الماضي من أن تباطؤ إيران في التعاون مع الوكالة، يمنعها من تأكيد الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وكان على طهران أن تزوّد الوكالة، بحلول آب (أغسطس) الماضي، معلومات في شأن نقطتين متعلقتين باختبارات مزعومة على مواد متفجرة ونشاطات أخرى قد تُستخدم في بحوث لصنع قنبلة ذرية. وقال أمانو إن «إيران لم تقدّم بعد تفسيراً يمكّن الوكالة من استيضاح إجراءين بارزين»، مضيفاً أن «الوكالة ليست في موقع يتيح تقديم تأكيد ذي صدقية، في شأن عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلنة في إيران، ثم التوصل إلى أن كل المواد النووية تُستخدم في نشاطات طابعها سلمي». ولفت إلى أن الوكالة «وجّهت أسئلة واضحة لكي يستطيع (الإيرانيون) الإجابة عليها»، مشدداً على أن «هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى موعد غير محدد». وأعلنت الوكالة أن وفداً منها سيصل إلى طهران اليوم، للقاء مسؤولين من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانية. لكن صالحي أكد أن طهران «أجابت على كل الأسئلة ال18 التي طرحتها الوكالة الذرية»، واصفاً تصريحات أمانو في هذا الصدد بأنها «ادعاء». وتابع: «مهما سعينا إلى إثبات حسن نيتنا، يمكن للطرف الآخر أن يقول إننا لم نقدّم أجوبة كافية». وذكر أنه يبذل «كل جهوده لإرساء افضل علاقة مع الوكالة الذرية»، وزاد: «أعلنا استعدادنا لتعاون أوسع مما هو مطلوب منا، لنعمل عبر مزيد من الشفافية لتمهيد الطريق وسحب الذرائع». وأعلن صالحي توقيع «مذكرة تفاهم» مع روسيا لتأمين وقود لمحطة «بوشهر» النووية، مشيراً إلى أن بلاده «ستعرض في 9 نيسان (أبريل) المقبل أول مجمّع وقود محلي الصنع للمحطة». وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن بلاده «ستنسحب» من المفاوضات التي تجريها الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق مقبول. وقال لشبكة «سي بي أس» الأميركية إن أي اتفاق يجب أن يتيح للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التحقّق من أن طهران لن تملك سلاحاً نووياً، وأن تلك الدول ستحظى ب»وقت يكفي لاتخاذ تدابير لازمة»، إذا «خدعتها» إيران. وزاد: «إذا لم نحصل على صفقة مشابهة، لن نقبل بها». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أطلع نظرائه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير والأوروبية فيديريكا موغيريني على نتائج مفاوضاته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مدينة مونترو السويسرية الأسبوع الماضي. وقال كيري بعد لقائه فابيوس: «لدينا التحليل ذاته، أي أننا نحرز تقدماً، لكن تبقى خلافات (مع الإيرانيين). نريد اتفاقاً راسخاً». أما الوزير الفرنسي فأشار إلى «تقدّم في مجالات، ولكن هناك أيضاً خلافات يجب تذليلها». وشدد على «الحاجة إلى اتفاق راسخ، ليس بالنسبة إلينا فقط، بل بالنسبة إلى المنطقة بأكملها». وكانت أوساط فرنسية رجّحت أن يرفض فابيوس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التوقيع على اتفاق مع طهران، إذا لم يحسم مسائل أساسية، مثل عدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وتفتيش المنشآت النووية في إيران ومراقبة نشاطاتها. ونقلت قناة «العربية» عن كيري تأكيده أن الولاياتالمتحدة لا تنسّق مع إيران في العراق، قائلاً: «لا نقبل بتصرّفاتها في اليمن ولبنان ودمشق، ولو ساعدت على دحر داعش في العراق».