سيطر "الحوثيون" في اليمن على مقر "أمانة الحوار الوطني" أمس (الأربعاء)، بعد ساعات من رفض الرئيس استئناف محادثات معهم تتوسط فيها الأممالمتحدة إذا لم ينسحبوا من صنعاء. ويشهد اليمن أزمة حادة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي (المدعوم من الغرب) و"الحوثيين" (المدعومين من إيران). ويأتي استيلاء الجماعة على مقر "الأمانة" في وقت حرج. وقالت "الأمانة العامة للحوار الوطني" في بيان لها، إن "نحو 15 مسلحاً من الحوثيين اقتحموا مقر الأمانة في صنعاء وقاموا بتفتش المكاتب في وقت متأخر أمس". ولعب "الحوار الوطني" في اليمن دوراً رئيساً في مسعى البلاد للانتقال إلى الديموقرطية، بعد انتفاضة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح وتولى هادي السلطة خلفاً له بموجب خطة توسط فيها مجلس التعاون الخليجي. وفشلت المبادرة بعد تعثرها بفعل خليط معقد من الولاءات السياسية والدينية والقبلية. ولمّح هادي قبل بدء محادثات الأممالمتحدة لحل الأزمة، إلى أنه لن يتفاوض حتى يُخلي "الحوثيون" صنعاء. وقال مشاركون في اجتماع مع مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر: إن "هادي رفض أمس اقتراحين طُرحا عليه لحل الأزمة، وكلاهما يتيحان له الاحتفاظ بلقبه رئيساً للبلاد". يذكر أن هادي فرّ الشهر الماضي من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه "الحوثيون" إلى ميناء عدن في جنوب البلاد، وبدأ ممارسة مهماته من هناك. وأعلنت الأممالمتحدة لاحقاً أنها ستتوسط في حوار بين الجانبين، محذرة من انزلاق اليمن إلى حرب أهلية.