ناقش وفد رفيع من الخارجية الألمانية مع كبار المسؤولين الحكوميين في الخرطوم التعاون مع السودان في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الدور الألماني في تقريب مواقف الفرقاء السودانيين لتسوية الأزمة في البلاد. وأجرى وفد الخارجية الألمانية برئاسة كل من رئيس قسم شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومدغشقر في الخارجية الألمانية ماريان شوغراف، ومدير عام الشؤون السياسية فيها كيمنس فون غوتز، محادثات مع نائب الرئيس بكري حسن صالح ومساعده إبراهيم غندور ووزير الخارجية علي كرتي. وقالت الخارجية السودانية إن المحادثات التي أجراها الوفد الألماني شملت نتائج ورشة عمل قادة تحالف المعارضة السودانية ومتمردي «الجبهة الثورية» التي استضافتها برلين الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم الخارجية السفير علي الصادق، إن «الجانب الألماني أشار إلى أن بعض عناصر المعارضة منفتح على التسوية التوفيقية أكثر من غيره، والبعض الآخر أظهر بعض التزمت حيال الحوار»، موضحاً أن الوفد الألماني أشاد بسماح الخرطوم لممثلي المعارضة بالسفر إلى برلين، معتبرين أن هذه خطوة إيجابية من الحكومة تجاه الحوار. وأضاف إن الوفد أكد صدقية الحكومة في ما يتعلق بنجاح الحوار الوطني والتوصل إلى سلام ووفاق، لاسيما أن فكرة الحوار الذي طرحته الحكومة تعتمد على تفاؤل الحكومة والمعارضة معاً، وأن استمرار الحوار يمثل بداية لحل خلافات الطرفين، ما يحقق السلام والاستقرار في السودان. وزاد الصادق أن الوفد الألماني أشاد بموقف السودان من محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة، مثمّناً تنسيق الخرطوم مع جيرانها في هذا الصدد، مشيراً الى أن الوفد الألماني شدد على «أن العقوبات المفروضة على الخرطوم تجعل من الصعب إرساء دعائم السلام وتطوير الاقتصاد ورفع المعاناة عن كاهل الشعب». من جانب آخر، وجّه وزير الخارجية علي كرتي انتقادات للمعارضة، معتبراً أن بعض المعارضين طاب لهم التجوال في عواصم العالم، وما يوفره لهم بعض الدول ووسائل الإعلام من مقابلات رسمية ودعم مادي ومعنوي. وأضاف: «وبالتالي لا مصلحة لهم في الحوار ولا يريدون التوصل الى اتفاق». في المقابل، كشفت قوى المعارضة السودانية عن برنامج عمل مشترك ل «الانتفاضة واستعادة الدولة السودانية». ويدعو البرنامج لإطلاق حملات شعبية لوقف الحروب وإسقاط النظام، فضلاً عن اعتماد «سياسات بديلة» تشمل عدة قطاعات على رأسها الجيش والأمن والشرطة. وأقر برنامج العمل المشترك لتحالف المعارضة ومتمردي «الجبهة الثورية» الاتفاق على أن «إسقاط حكم حزب المؤتمر الوطني يتم بتكامل وتفاعل كافة الوسائل والآليات، والوسيلة الرئيسية المتفق عليها في الظرف الحالي هي تعزيز فرص ودعم عملية إنجاز الانتفاضة الجماهيرية».