أعلن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع إن تحالف متمردي «الجبهة الثورية» يخطط للهجوم على العاصمة الخرطوم زحفاً من شمال دارفور وجنوب كردفان والتنسيق مع المعارضة لإطاحة نظام الحكم، مؤكداً أن الجيش مستعد لردعهم. وقال نافع أمام برلمان ولاية الخرطوم أمس إن المتمردين يعدون الآن في عملية تجميع لقواتهم قرب مدينة أبوكرشولا (ولاية جنوب كردفان) التي استعادها الجيش من قبضتهم أخيراً. وكشف أن خطة المتمردين تقوم على الهجوم على العاصمة عبر محوري وادي هور من شمال دارفور قرب الحدود الليبية وولاية جنوب كردفان. وأوضح نافع أن المتمردين يخططون للاستيلاء على اثنتين من ثلاث مدن كبيرة هي: كادقلي حاضرة جنوب كردفان، والأبيض عاصمة شمال كردفان، والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لكنه استبعد الأخيرة لضعف وجود التمرد فيها. ورأى أن لدى المتمردين رغبة حاسمة في إسقاط النظام الحاكم، مشيراً إلى أنهم يعتبرون المعركة المقبلة هي الفاصلة ويصرون على أن لا يتراجعوا للخلف إطلاقاً. ولم يستبعد نافع أن تدخل قوات التمرد لأي منطقة أخرى في البلاد، متهماً المعارضة بالاتفاق مع المتمردين في اعتبار المعركة المرتقبة معركة فاصلة. وأفاد أن الحكومة ستقوم بعمل تعزيزات داخل مدن نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والفاشر تحسباً لأي طارئ. وأكد أن المتمردين يتلقون الدعم المادي والتشجيع المعنوي من دولة جنوب السودان ومن أسماهم بما وراء البحار، في إشارة لإسرائيل. وأضاف أنهم «يحلمون بتنفيذ السيناريو المصري وجزء من السيناريو الليبي في السودان». وكشف عن مخاطبة المتمردين عناصر من الجيش وبعض الإصلاحيين في حزب المؤتمر الوطني لتنفيذ مخطط إسقاط الحكومة، وقال إنهم جهّزوا بياناً سيتلوه المسؤول العسكري ل «الجبهة الثورية» عبدالعزيز الحلو الذي يقود عمليات التمرد في جنوب كردفان منذ حزيران (يونيو) 2011. وتحدث نافع عن خطة تحالف المعارضة بالتنسيق مع «الجبهة الثورية» لإطاحة النظام الحاكم، موضحاً أن تنفيذها يبدأ الشهر الجاري عبر أربع مراحل تشمل الإعداد والتجهيز من داخل الأحزاب المعارضة ثم عقد ندوات جماهيرية مفتوحة، والتعبئة الجماهيرية داخل المؤسسات والجامعات لدفع المواطنين إلى التظاهر حتى تحدث هبة شعبية تطيح النظام، وتكون «انتفاضة محمية» حال انحياز الجيش إلى الشارع. وكان رئيس حزب الأمة الصادق المهدي نفض يده عن تحالف المعارضة، وأعلن عن مشروع جديد لتغير النظام الحاكم بتوقيع مذكرة مليونية وتنظيم اعتصامات في الميادين وتبرأ من خطة المعارضة لإسقاط الحكومة في ما عرف بخطة المئة يوم وقال إن الحديث عن الخطة لا يعني حزبه في شيء ولن يعمل بها. وأشار إلى أن النظام الحاكم أمام خياري التداعي إلى مائدة مستديرة لحل قضايا البلاد وتشكيل حكومة انتقالية أو مواجهة انتفاضة واعتصامات سلمية. من جهة أخرى، توجه الرئيس عمر البشير إلى أسمرا أمس في زيارة تستمر ثلاثة أيام لإجراء محادثات مع نظيره الإريتري أسياس أفورقي تركز على علاقات البلدين والوضع الإقليمي. ويرافق البشير وفد رفيع المستوى يضم وزيري شؤون رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح والخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الأمن والاستخبارات محمد عطا المولى. وكانت تقارير أشارت إلى رفض أفورقي طلب متمردي «الجبهة الثورية» فتح جبهة قتال في شرق السودان نسبة للعلاقات المتطورة مع السودان، وذكرت أن رئيس «الجبهة الثورية» مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان زارا اسمرا منتصف الأسبوع الماضي في محاولة لإقناع الرئيس الإريتري بفتح جبهة عمليات في شرق السودان من أجل محاصرة النظام السوداني وإسقاطه. وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس الإريتري رفض فتح أي جبهة لقتال الخرطوم في شرق البلاد من حدوده واقترح عليهم إنشاء منظمة ترعى مصالحهم في إريتريا. على صعيد آخر أصدر البشير قراراً بالعفو عن خمسة من متهمي المحاولة الانقلابية الأخيرة، وتجاوز القرار المدير السابق لجهاز الأمن صلاح عبدالله «قوش» وضابطاً آخر في جهاز الأمن محتجزين منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على ذمة القضية ذاتها. وشمل العفو الرئاسي محافظ منطقة كوستي العقيد عبدالمولى موسى محمد، ويوسف إبراهيم سيد أحمد، مصطفى نور الدائم النعيم، خالد محمد مصطفى ، وعلي مصطفى محمد الحاج. وفي شأن مرتبط، احتجت مجموعة من أسر معتقلين إسلاميين متشددين أمام وزارة العدل في الخرطوم للمطالبة بإطلاق أبنائهم المعتقلين الذين يُزعم أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة داخل المعتقلات. ورفعت نساء لافتات في مواجهة وزارة العدل تندد باعتقال أبنائهن في أعقاب اقتحام قوات سودانية قاعدة في منطقة الدندر بولاية سنار المتاخمة للحدود الإثيوبية تدرب خلايا متشددة يتزعمها أستاذ جامعي ويبعث بالشباب المتدربين ل «الجهاد» في مالي والصومال. وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد أمس أن مجموعة مسلحة من المتمردين فجرت أنبوب نفط قرب منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال سعد في بيان إن مجموعة متمردة انطلقت من ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان إلى داخل الأراضي السودانية وفجرت ليلة الأربعاء أنبوب نفط في منطقة عجاجة التابعة إلى إدارية أبيي التي تقع مسؤولية تأمينها على القوات الدولية لحفظ السلام «يونيسفا». وأوضح أن الجيش الجنوبي «زود المجموعة المتمردة بتجهيزات هندسية مكّنتها من تفجير أنبوب النفط». وعلمت «الحياة» أن المجموعة التي فجرت أنبوب النفط تنتمي إلى القبائل العربية التي تعيش في ولاية جنوب كردفان ويحمل بعض أبنائها السلاح إلى جانب المتمردين.