تجددت المواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة أمس، وزعم المتمردون انهم استولوا على منطقة غرب كادقلي عاصمة الولاية. وقال متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» إن قواتهم تمكنت من الاستيلاء على منطقة كحليات الواقعة على بُعد 5 كيلومترات غرب مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. في المقابل، نفى مسؤول في وزارة الدفاع ل«الحياة» مزاعم المتمردين، مؤكداً أن قوات «الحركة الشعبية» هاجمت نقطة صغيرة للجيش بعيدة عن كادقلي لكنهم واجهوا مقاومة شرسة وفروا بعد تكبيدهم خسائر فادحة، مشيراً إلى أن قوة كبيرة من المتمردين هاجمت أمس منطقة دلدكو للمرة الرابعة غير أنهم فشلوا في السيطرة عليها وخسروا العشرات بين قتلى وجرحى. إلى ذلك، زار نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان استيفن فيلدستاين ولاية النيل الازرق، مؤكداً عزم واشنطن على دعم برنامج مسح ميداني، تعكف عليه منظمات، لتقديم المساعدة الضرورية للمحتاجين والمتأثرين بالحروب، وتفقد مخيم افندى للنازحين في محافظة باو. والتقى فيلدستابن المنظمات الوطنية والدولية العاملة في ولاية النيل الأزرق. ورأى أنها تعمل معاً من أجل السلام. من جهة أخرى، قال البشير إن بلاده تجاوزت المشاكل التي اعترضت علاقاتها الخارجية مع بعض الجهات الدولية بما فيها أوروبا وأميركا، لافتاً إلى أن العلاقات معها تشهد انفراجاً، إذ استطاعت الديبلوماسية السودانية كسر حاجز مهم في الحوار مع الكونغرس. وأشار البشير إلى أن دولاً أوروبية أبلغتهم بأن الحكومة السودانية «كويسة» لكنها كانت تطالب بتحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة أولاً. وكشف البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية في الإمارات أول من أمس، عن مساع جيدة يقودها السودان لحل الأزمة الليبية. وأضاف: «لمسنا موافقة مبدئية من الفرقاء في ليبيا، لجمعهم عبر وساطة الخرطوم لإنهاء الاقتتال». في غضون ذلك، وصل وفد من قيادات تحالف المعارضة السودانية الذي يضم 13 حزباً، إضافةً إلى زعيم حزب الأمة الصادق المهدي وقادة متمردي «الجبهة الثورية» إلى العاصمة الالمانية برلين أمس، للمشاركة في مائدة حوار لبحث سبل حل الأزمة السودانية. وذكر الناطق باسم التحالف المعارض أبو بكر يوسف إن مشاركتهم في الورشة تأتي بناءً على دعوة من الحكومة الألمانية ومنظمتين ألمانيتين، مشيراً إلى أن الوفد لم يواجه عقبات أمنية لدى مغادرة الخرطوم. في هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين جيش جنوب السودان والمتمردين بزعامة رياك مشار في مناطق عدة في ولاية أعالي النيل النفطية لليوم الثالث على التوالي أمس. وقال وزير الدفاع الجنوبي كوال ميانغ إن مواقع الجيش تعرضت للقصف بالمدفعية الثقيلة في مدينتَي ملوط والرنك وقرية كاكا القريبة من ملوط، مشيراً إلى جرح 80 جندياً فيما لا يزال 50 جندياً آخرون في عداد المفقودين. في غضون ذلك، استمرت المحادثات بين أطراف النزاع في أديس أبابا ببطء وسط ضغوط دولية لحملها على تسريع التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية بحلول المهلة التي حددها الوسطاء الأفارقة التي يبقى على انقضائها 8 أيام. أما في نيويورك، فقدمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار إلى مجلس الأمن ينص على فرض عقوبات على أطراف النزاع في جنوب السودان.ويسمح مشروع القرار بفرض «عقوبات محددة الأهداف» من تجميد ودائع ومنع سفر على الذين «يهددون السلام والأمن والاستقرار» والمسؤولين عن التجاوزات ويعرقلون توزيع المساعدات الإنسانية. وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفي لادسوس أمام مجلس الأمن إن «احتمال أن يليّن كل طرف موقفه، ضئيل».