أسدل الستار مساء أمس على معرض دبي للطيران في دورته الخامسة عشرة، غير أن مفاعيل الدورة لا تزال مستمرة ويمكن أن تستمر حتى موعد النسخة المقبلة السادسة عشرة للمعرض نظراً إلى الأحداث والصفقات التي عقدت وكان من شأنها العبور بالمعرض من الأزمة المالية العالمية، على رغم تقارير أفادت بتراجع قيمة الصفقات 30 في المئة عن 2007 و2008 تأثرا بأجواء أزمة المال العالمية. غير أن مكاسب دبي معرض الطيران، فاقت الصفقات لأن هذه الدورة عززت موقع المعرض على ساحة المعارض الدولية ليكون واحدا من أكبر ثلاثة معارض للطيران في العالم. وازدادت المشاركة هذه السنة 120 شركة الى 900 من 50 دولة وارتفعت أيضا التوقعات في شأن الطلبات المتوقعة على الطائرات ومحركات الطيران والمستلزمات المتصلة بصناعة الطيران الى نحو 150 بليون دولار. وتوافق توقيع الصفقات في المعرض مع التوقعات بحيث سجل توقيع صفقات بقيمة 103 بلايين درهم إماراتي (نحو30 بليون دولار) ولم يعلن عن صفقات كثيرة لشراء طائرات حربية متقدمة من دول عديدة وبخاصةٍ الدولة المضيفة للمعرض، إذ يتوقع أن تعلن الإمارات شراء أكثر من 30 طائرة حربية من طراز «رافال» الفرنسية . ولم تقتصر الدورة على مشاركة دول المنطقة، كونها مستوردا للطائرات، بل دخلت صناعة الطيران لجهة التصنيع الفعلي لأجزاء طائرات مدنية وعسكرية، والدخول في صفقات تملك حصص مهمة في شركات طيران عالمية، ومن بين اللاعبين الجدد في هذا المجال شركة مبادلة للتنمية «الظبيانية» التي أعلنت بالتزامن مع افتتاح معرض دبي للطيران عن وضع حجر الأساس لمصنعها «ستراتا» لإنتاج هياكل الطائرات وأجنحتها في مدينة العين بإمارة أبوظبي وحصولها على عقود ببليوني دولار من شركات عالمية قبيل بدء إنتاج المصنع بعد سنة . وشكل المعرض منصة لشركات الطيران الكبرى وشركات الطيران الاقتصادية حيث أعلنت عن خططها وبرامجها التوسعية وتأكيدها على تجاوز أزمة المال العالمية. وكان بارزاً في هذا الصدد إعلان الشركة الوطنية للخدمات الجوية «ناس»، وهي شركة طيران اقتصادي سعودية، أن تتسلم 48 طائرة جديدة ابتداءً من عام 2012 في إطار خططها للتوسع في عملياتها الجوية، والوجهات التي تصل إليها، فيما تعتزم الشركة إتمام الصفقات من دون اللجوء الى أي من البنوك والمصارف السعودية. شركة ناس السعودية أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ناس» السعودية سليمان الحمدان أن شركته أبرمت اتفاقاً مع «آرباص» لشراء 38 طائرة، منها 20 طائرة مؤكدة، إضافة الى 10 طائرات من طراز «امبرير 195» كبيرة الحجم، مشيراً الى تسلم الدفعة الأولى عام 2012. وقال الحمدان أن شركته حصلت على الموافقات اللازمة لتمويل هذه الصفقات عن طريق بنك الصادرات الأميركي، وبنك الصادرات الفرنسي، وبنك الصادرات البرازيلي. واكد أن «ناس» لم تحصل على تمويلات من البنوك المحلية السعودية. وأشار الحمدان إلى أن «السوق السعودية واعدة وكبيرة جداً، وتحتاج إلى مزيد من المشغلين في النقل الجوي». وأكد الحمدان أن شركة «ناس» تمكنت خلال السنة الحالية 2009 من مضاعفة رحلاتها وجهاتها التي بلغت 24 وجهة، واستطاعت مضاعفة ساعات تشغيل طائراتها من 5 الى 10 ساعات للطائرة، وزادت الأطقم العاملة بأكثر من 200 في المئة، وارتفع تبعاً لذلك عدد المسافرين على رحلاتها 65 في المئة. طيران الامارات وفي السياق ذاته أكد الرئيس الأعلى لطيران الإمارات ورئيس هيئة الطيران المدني في دبي الشيخ أحمد بن سعيد ان طيران الإمارات لا تواجه مشكلات في تمويل شراء طائرات جديدة، وهي تجري مفاوضات لترتيب التمويل، قبل 6 شهور إلى سنة من تسلم أي طائرة جديدة. وأكد الشيخ أحمد أن طيران الإمارات لا تعتزم شراء طائرات جديدة من «آرباص إيه 380» بعد الطلب الكبير السابق ويشمل 58 طائرة. الاتحاد للطيران وأكدت الاتحاد للطيران أن تواجدها في معرض دبي الدولي للطيران 2009 كان ضرورياً للتفاعل مع الشركاء وبناء علاقات متميزة مع أصحاب القرار في صناعة النقل الجوي في المنطقة والعالم. وأكدت استمرارها في تنفيذ خطط النمو والتوسع لمواكبه النهضة العمرانية والاقتصادية والسياحية التي تشهدها إمارة ابوظبي. ووقعت الاتحاد للطيران اتفاقاً مع شركة أبوظبي لتقنيات الطائرات لتحديث المقاعد وبرامج الترفيه على متن 6 طائرات من طراز «بوينغ بي 777 « و 10 طائرات من طراز «آرباص ايه 320» . وأكدت الشركة أنها ستعلن سلسلة عقود استراتيجية وشراكات ومبادرات تعالج العناصر الاستراتيجية الأساسية لعملها، ما يتيح لها تنفيذ خططها طويلة الأجل». ولفتت إلى إبرام صفقة شراء محركّات متطورة، وتبلغ قيمة طلباتها المؤكّدة لشراء 239 محركاً بما في ذلك 19 محرّكاً احتياطياً، سبعة بلايين دولار بحسب الأسعار المعلنة بما فيها عقود الصيانة. الطيران الحربي ولم يقتصر التواجد في معرض دبي للطيران على الشركات العالمية المصنعة للطائرات التجارية وإنما تواجدت شركات تصنع طائرات حربية، من بينها شركة «داسو» الفرنسية و»لوكهيد مارتن» الأميركية التي حرصت على عرض طائرتها المقاتلة « اف 22» لأول مرة خارج الولاياتالمتحدة،سعيا وراء الحصول على صفقات في دول المنطقة . وأعلن مسؤول في شركة «داسو» أن المفاوضات قطعت مراحل متقدمة مع دول من مجلس التعاون الخليجي لبيع نحو 100 طائرة حربية من طراز «رافال» المتطورة. وفي هذا الإطار وقعت القيادة العامة للقوات المسلحة في دولة الإمارات عقدا مع شركة «بيلاتوس» السويسرية لشراء 25 طائرة تدريب أساسي «بي سي – 21» بقيمة 520 مليون فرنك سويسري في إطار حرص الدولة على تطوير قواتها المسلحة وتحديثها. ووقعت القوات المسلحة الإماراتية عقدا مع شركة «ساب» السويدية لشراء طائرتي إنذار مبكر من طراز «ساب بي 340» بقيمة 148 مليوناً و335 ألف يورو . ويشمل العقد شراء الطائرات والأنظمة التابعة لها والدعم الفني وتدريب الأطقم وتقديم خدمات الصيانة والإصلاح. الطيران الاقتصادي وقعت «فلاي دبي» أول ناقلة اقتصادية في دبي، اتفاقيتي تمويل طائرات بقيمة إجمالية قدرها 160 مليون دولار مع كل من «مكاري» لتمويل الطائرات وبنك دبي الإسلامي، خلال ثاني أيام المعرض. وتغطي الاتفاقيتان تمويل أول طائرتين تسلمتهما «فلاي دبي» أيار (مايو) الماضي وضمان استمرار التمويل اللازم للطائرات الست المقرر أن تتسلمها الناقلة نهاية السنة الحالية. ووقعت «فلاي دبي» ايضاً عقدا مع شركة «غودريتش كوربوريشن» المتخصصة في تأمين الأنظمة والخدمات لقطاع بنحو 22 مليون دولار. تأجير الطائرات وأعلنت دبي لصناعات الطيران «كابيتال» ذراع تأجير وتمويل الطائرات التابع لمجموعة دبي لصناعات الطيران عن تأجير طائرتي «بوينغ» طراز 737-700 لشركة الخطوط الجوية التركية تشغلهما شركة «أناضول جت» للطيران الاقتصادي التابعة للخطوط التركية، لغاية نهاية نيسان (أبريل) 2015. كما وقعت شركة « غلف جيت» شركة الطيران الخاص التي تتخذ من دبي مقراً وشركة «جيتكس» للدعم الجوي التي تقدم خدمات مميزة للطيران الخاص على مستوى العالم، اتفاق شراكة تقدم «جيتكس» بموجبه خدمات مميزة تتعلق بالطيران الخاص وبقيمة تصل إلى 30 مليون درهم .