استقبل مسؤولون ومواطنون، على رأسهم ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، القنصل السعودي «المحرر» عبدالله الخالدي، في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، لدى عودته إلى أرض الوطن بعد ثلاث سنوات قضاها مختطفاً من تنظيم القاعدة في اليمن. وعبر الخالدي بعد وصوله عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن، مقدماً جزيل شكره إلى القيادة السعودية وكل من دعمه وتعاطف معه خلال محنته. وأعلن أن كل البيانات التي صدرت على لسانه «مكذوبة»، ولم يطلع عليها، ولا تمثله، أما المقاطع المرئية التي ظهر فيها، خلال فترة اختطافه، فكانت تحت الضغط والإجبار، مقدماً اعتذاره لجميع من أساء إليهم في تلك البيانات المصورة. ورفض القنصل المحرر التصريح حول إذا ما كان تعرض إلى التعذيب، لكن الآثار النفسية لأكثر من ألف يوم قضاها سجيناً لدى «القاعدة» بدت ظاهرة على ملامحه. وعلى رغم رفضه التحدث بتفصيل عن قصة اختطافه والفترة الماضية، إلا أنه أشار إلى احتجازه في أماكن نائية بعيدة عن الناس. وأوضح أن الأعوام الثلاثة التي مر بها لا يمكن التعبير عنها في مقابلة عابرة أو من خلال إجابة مختصرة، فهي تحتاج إلى لقاءات وجلسات مطولة. وكانت أسرة الخالدي في مقدم مستقبليه لدى وصوله إلى الرياض. وشغل القنصل عبدالله محمد خليفة الخالدي منصب نائب القنصل السعودي في عدن اليمنية قبل أن يختطف في 28 آذار (مارس) 2012، وحدث الاختطاف أمام منزله في حي المنصورة، وهو في طريقه إلى مكتبه على يد عناصر من تنظيم قاعدة الجهاد في منطقة جزيرة العرب، الذين تبنوا فيما بعد عملية الاختطاف مطالبين بالإفراج عن نساء للقاعدة وبفدية مالية. وانحصر عمل الخالدي في تيسير أمور مواطني الدولة المضيفة في الحصول على تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل وزيارة الأهل والأقارب وغيرها. وفي نيسان (أبريل) 2012 أكدت السلطات السعودية أنه موجود لدى تنظيم القاعدة في اليمن، وطالبت الخاطفين بالإفراج عنه. وتعد عملية اختطاف الخالدي ثاني حالة من نوعها تطاول الديبلوماسيين السعوديين، إذ اختطف الديبلوماسي سعيد المالكي، وأطلق سراحه بعد مفاوضات.