في صباح يوم الأربعاء الموافق 28 مارس 2012، تعرض القنصل عبدالله الخالدي للاختطاف في عدنجنوب اليمن على يد أشخاص مجهولين، وهو خارج من منزله ومتوجه إلى مقر عمله، وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية وقتها أن مجموعة مسلحة اختطفت "الخالدي" من أمام مقر سكنه، وأن السفارة قامت على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية اليمنية، لتستنفر بكل قواتها محاولة أن تتبع الخاطفين وتبحث في تفاصيل الجريمة. وأعلن مدير أمن عدن عن وجود بصمات متعددة على نظارة "الخالدي" الطبية التي وجدت أمام بيته، في دلالة واضحة أن عراكاً حدث بين "الخالدي" ومختطفيه قبل أن يتمكنوا من اختطافه. وفي تاريخ 18 إبريل 2012 تلقى السفير السعودي في اليمن، علي الحمدان، اتصالاً هاتفياً من أحد المطلوبين لدى السلطات الأمنية في السعودية، وهو مشعل بن محمد الشدوخي، والمدرج اسمه على قائمة ال85 لدى السلطات، وأخبر "الشدوخي" السفير "الحمدان" أن القنصل "الخالدي" لديهم وهو بصحة وعافية، وأن لديهم مطالب مقابل الإفراج عن "الخالدي"، وأول هذه المطالب هي الإفراج عن المسجونات في سجون المملكة، وقد حددت أسماؤهن، وكان من بينهن: هيلة القصير، ونجوى الصاعدي، وأروى بغدادي، وحنان سمكري، ونجلاء الرومي، وهيفاء الأحمدي. كما أن "الشدوخي" طالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون المباحث، وكان من بين من ذكر أسماءهم: الشيخ فارس الزهراني، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ عبدالكريم الحميد، وعبدالعزيز الطويلعي، وسليمان العلوان، ووليد السناني، وعلي خضير، ومحمد الصقعبي، وخالد الراشد، وأن يكون تسليم من وصفهم بالمشايخ لهم في اليمن. كما طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين اليمنيين المسجونين عند المباحث العامة، إضافة إلى فدية مالية سوف يتم الاتفاق عليها لاحقاً. المتحدث الأمني أكد في وقتها على المواقف الثابتة للمملكة في رفض وإدانة مثل هذه الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها، والتي ينكرها الشرع الحنيف، وتأباها الشيم العربية، وهي ضرب من ضروب الفساد في الأرض، وحمّل من يقف وراء هذا العمل الإجرامي المسؤولية كاملة عن سلامة المواطن عبدالله بن محمد الخالدي، وطالبهم بالرجوع عن غيهم، والمبادرة بإخلاء سبيله، موضحاً أن التنسيق جار مع الأشقاء في الجمهورية اليمنية لتحقيق ذلك. وعدم تنفيذ مطالب القاعدة، دفعهم إلى نشر خبر تصفية الدبلوماسي السعودي، وأورد ذلك الخبر القيادي البارز في التنظيم "مأمون حاتم" في تغريدة له على موقع التواصل "تويتر" قال فيها: إن تنظيم القاعدة قام بتصفية نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي المختطف من عدن في 28 من مارس 2012. بعد إشاعة خبر تصفية الخالدي، الذي اتضح أنه عبارة عن محاولة فاشلة للضغط على حكومة المملكة، خرج مرة أخرى "الخالدي" في تصوير فيديو جديد، من تصوير الذراع الإعلامية للقاعدة "الملاحم"، وهو يناشد الحكومة بتنفيذ مطالب مختطفيه، وتكرر ظهور "الخالدي" خمس مرات في مقاطع فيديو تم بثها على مواقع الإنترنت، في محاولة ضغط جديدة على الحكومة السعودية. المملكة لم تنسَ أبداً القنصل المختطف على أيادي القاعدة، بل إنها كانت تسعى وبجدية عبر أي وسيلة يتم من خلالها الإفراج عن "الخالدي"، بطريقة تحفظ سلامته، ولا تنصاع إلى مطالب هذه الجماعة الإرهابية. اليوم الاثنين صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأنه نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة، فقد وصل إلى أرض الوطن بسلامة الله القنصل السعودي في عدن عبدالله محمد خليفة الخالدي، الذي سبق أن اختُطف من أمام منزله بحي المنصورة في عدن، وهو في طريقه إلى مكتبه صباح الأربعاء 5 / 5 / 1433ه الموافق 28 مارس 2012م.