تعهد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، بتحقيق السلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المضطربتين، «حرباً أو سلماً»، بحلول نهاية هذا العام، فيما حذرت الخرطوم من اشتعال حرب حدودية مع جارتها جنوب السودان، بعدما بدأت أوغندا التي تدعم الرئيس سلفاكير ميارديت بنشر 16 ألفاً من جنودها على الحدود الجنوبية مع السودان. وحمّل البشير خلال خطاب جماهيري في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان أمس، متمردي «الحركة الشعبية– الشمال» بتخريب مشروعات خدمية وتنموية وتهجير المواطنين من قراهم، وخلق فتن بين السكان. وبعدما أكد قدرة قواته على دحر المتمردين، قال: «نبسط أيادينا بيضاء لمن يرغب في السلام ومن لا يرغب فسنفرض عليه السلام بالقوة». وفي ولاية النيل الأزرق، قال الناطق باسم متمردي «الحركة الشعبية- الشمال» أرنو نقوتلو لودي، إن قواتهم تمكنت أول من أمس، من الاستيلاء على مدينة جام ومحيطها في مقاطعة الباو، وكبدت القوات الحكومية خسائر في العتاد والأرواح. وأوضح لودي في بيان أن قواتهم غنمت آليات وأسلحة وأسرت أربعة من جنود الحكومة، مشيراً إلى إجلاء 22 عاملاً حكومياً كانوا خلف خطوط النار إلى مواقع آمنة، وهم يعملون في شركة تنقيب عن المعادن. وأضاف أن قواتهم في منطقة صودا استولت على سيارة محملة بمدفع دوشكا وعدد من المدافع، بجانب جهاز اتصال لاسلكي بعيد المدى وكميات من الذخائر. ولم تعلق الخرطوم على هذه المزاعم. الى ذلك، فضت الشرطة بالقوة ندوة لقوى المعارضة في مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية، واقتحم رجال الشرطة مقر «حزب الأمة» في المدينة وفرقوا المحتشدين، مستخدمين الهراوات والغاز المسيل للدموع. وانتقد الناطق باسم تحالف المعارضة أبوبكر يوسف، الحادث وعده انتهاكاً سافراً للحريات، لأن السلطات اعتدت على ندوة داخل مقر حزب. وأكد أن مواجهات وقعت بين الشرطة والمحتشدين. ودشن تحالف المعارضة في كانون الثاني (يناير) الماضي، حملة «ارحل» لمقاطعة الانتخابات، المقررة في نيسان (أبريل) المقبل، وشهدت مدن ودمدني وسنجة ندوات تحريضية ضد المشاركة. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الأميركية أن «المبعوث الأميركي ستيف فيلدستاين اطلع على الأجواء الديموقراطية وحقوق الإنسان في السودان التي زارها الأسبوع الماضي لخمسة أيام التقى خلالها مسؤولين من الحكومة وممثلي المنظمات الإنسانية والطوائف الدينية ونشطاء المجتمع المدني وصحافيين». وأوضحت الخارجية الأميركية في بيان وزعته السفارة في الخرطوم أمس، أن «زيارة فيلدستاين سلطت الضوء على أهمية المضي قدماً في الديموقراطية وحقوق الإنسان في السودان وحل الصراعات الجارية في دارفور ومنطقة النيل الأزرق، وجدد دعم الولاياتالمتحدة لحوار وطني شامل لحل الصراعات في السودان». وفي شأن آخر، نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن مصادر حكومية، أن السلطات الأوغندية بدأت في نشر 16 ألف من جنودها على الحدود بين دولتي السودان والجنوب، وأكدت رفض الخرطوم الخطوة، لما تشكِّله من «تهديد وخطر على الاستقرار، ما يؤدي لإشعال حرب حدودية». وقالت المصادر إن الجنود الأوغنديين سينتشرون في مناطق في ولايتي الوحدة وأعالي النيل المتاخمتين للحدود السودانية، خصوصا في منطقة ود دكونة، وأشارت إلى أن المناطق المستهدفة لتمركز الجنود الأوغنديين، هي مواقع سيطرة قوات زعيم التمرد ونائب رئيس دولة الجنوب المقال رياك مشار. وأكدت المصادر السودانية أن «هذا الاتجاه من دولة أوغندا مرفوض جملة وتفصيلاً، ويشكل خطراً على استقرار السودان، ومن شأنه أن يؤدي إلى استعار الحرب على حدود السودان الجنوبية». وتقاتل القوات الأوغندية الى جانب الجيش الحكومي في جنوب السودان لمنع استيلاء المتمردين بزعامة مشار على مواقع النفط والمدن الرئيسية.