أعلن تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» ارتفاع حدة المواجهات بينه وبين الجيش النظامي في إقليم دارفور وولاية جنوب كردفان المضطربة، مشيراً إلى مقتل 37 من القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها وإصابة آخرين، بينما كشفت الخرطوم عن احباط مساع لنقل ملف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى مجلس الأمن. وقالت «حركة تحرير السودان» برئاسة عبد الواحد نور أنها هاجمت قوات حكومية في منطقة ترو في محافظة قولو. وصرح الناطق باسم الحركة مصطفى تمبور بأن قواته قتلت 15 من القوات الحكومية واستولت على 3 سيارات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي، مشيراً إلى أن القوات الحكومية فرّت من قاعدة «ترو» وهاجمت أثناء هروبها القرى المحيطة بمنطقة قولو وأحرقت قرية «نوني» و»أحياء الثورة» و»الصداقة». في المقابل، نفى الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد كلام الحركة مؤكداً أن الجيش يحكم سيطرته على جبهات القتال في دارفور. واعتبر تصريحات المتمردين مجرد «استهلاك اعلامي»، لافتاً إلى أن دارفور لم تشهد قتالاً منذ شهر. أما في ولاية جنوب كردفان فأعلن متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» مقتل 22 من القوات الحكومية بينهم قائد في متطوعي «الدفاع الشعبي» يُدعى شايبو عبيدالله والضابط خميس سليمان ادريس، وذلك خلال محاولة القوات الحكومية استعادة السيطرة على قرية مرديس. وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» ارنو نقتلو نقوتلو لودي إن قواتهم هاجمت قوات حكومية حاولت دخول «مرديس» أكثر من مرة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأضاف أن الحركة أسقطت طائرة حكومية من دون طيار في منطقة عبري التي استعادتها القوات الحكومية أخيراً. وفي سياق متصل، أوضح وزير الاستثمار السوداني، القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مصطفى عثمان إسماعيل استعداد الخرطوم للسماح لمتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بالتحدث حول كل قضايا السودان، بعد وقف الحرب ومعالجة قضايا ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكشف عن محاولات لنقل قضية المنطقتين إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أن الديبلوماسية السودانية تصدت للمحاولة ومنعتها. ولفت اسماعيل الى أن خطورة نقلها لمجلس الأمن تتمثل في أن الأطراف الدولية ستنظر إلى مصلحتها أكثر من مصلحة السودان، مؤكداً: «لن ننقل قضية المنطقتين إلى خارج أفريقيا». واتهم إسماعيل أوغندا بالعمل على دعم التمرد وإيواء حركات دارفور و»الجبهة الثورية»، بعد أن نجحت في دعم انفصال دولة جنوب السودان. وأضاف إن «الرئيس يويري موسفيني لم يرفع يده عن التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، بينما رفعت الخرطوم يدها عن متمردي حركة جيش الرب الأوغندية تماماً وليست لها أي علاقات أو حدود مع كمبالا. وزاد أن السودان يملك «القدرة الديبلوماسية لإيقاف أوغندا عند حدها»، مقللاً من تأثيرها. ودعا إلى تنظيم هجمات ديبلوماسية دولية وإقليمية وإفريقية ضد أوغندا، مؤكداً الحرص على إشراك كل الحركات في الحوار الوطني. من جهة أخرى، وصل إلى الخرطوم أول من أمس، صينيان وجزائري خطفهم مسلحون بالقرب من حقل كنار النفطي في ولاية غرب كردفان قبل أسبوعين، بينما لا يزال الخاطفون يحتفظون بخمسة سودانيين. ونفت الحكومة دفع أموال مقابل إطلاقهم.